responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وانقضت أوهام العمر نویسنده : السيد جمال محمد صالح    جلد : 1  صفحه : 428


البعيد . . وهذا الأخير بوسعه أن يورثني مزيداً من الصحة والعافية . . ربما ذقت مرارتها أخيراً ، فوجدتها الواناً من الكذب ، وذلك حالما فطنت إلى حقيقة مفادها أن اللّه لو أرجعني إلى مثل تلك الأيام ، فهل كنت سأشعر آنذاك بسعادة غامرة ، أو إنّي سأحسد نفسي على حظها غير العاثر ، أو إنّي سأطلب من اللّه أن يحملني ثانية إلى المستقبل . . وينتشلني من وهدات هذا الماضي البائس بأضوائه الخافتة والباهتة .
كما أن قاسماً ما كان ليتوانى في عقد تلك المناظرات التي كنا قد اتفقنا على عقدها والتي ما كانت لتتناول سوى ما كنت قد صادرت عليه مسبقاً . . وهذا هو نفسه كان قد أثار عقلية قاسم هو بالذات ، وهو الذي كان يجدني أكثر صرامة من غيري من إخواننا أهل السنة . بل إنّه كان يتطلع إليّ ، كما لو كان يتطلع إلى أحد الشيعة المخلصين ! وفي ذات يوم ، ومن بعد أن أشعرني بأنّ العلاقة التي تربط بينه وبين خطيبته التي خلّفها في أرض الوطن هناك . . ما زالت قائمة ! إلاّ انّه لا يطمح إلى سياسة الأستنزاف التي ربما استنزفت عمر الفتاة من دون أن تترك أيّما طائل تحتها . . لذلك ، فإنه كان يجدّ في التفكير ، لأجل الخروج إلى صورة حل ترضي اللّه ورسوله . . سعى إلى الاقدام على العمل بها ، حالما تتوافر له الظروف المؤاتية . . كنت قد صرت إلى الحديث و . . فقلت له :
- " إني كنت قد تشيّعت منذ زمان بعيد . . إلاّ أني ما كنت لأجسر على انتزاع هذا الجلد الذي يحيط بجسدي ، أو أن أخرج من شرنقتي ، فانسل منها دون أيّما أذي ، أو ألم ربما أورثني في عقبه آلاماً مبرّحة ، لا تنطوي معضلاتها مدى الأيام . . كمن لا يستأصل جسماً ما حتّى يضحي بعضو منه . . وذلك كيما

428

نام کتاب : وانقضت أوهام العمر نویسنده : السيد جمال محمد صالح    جلد : 1  صفحه : 428
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست