- " قال له : أخرج عني لعنك اللّه ، واللّه لا يظلني وإياك سقف أبداً ، فلما خرج قال الإمام : ويله ما صغر اللّه أحداً تصغير هذا الفاجر ، إنّه شيطان بن شيطان ، خرج ليغوي أصحابي وشيعتي يحذروه ، وليبلغ الشاهد الغائب أني عبد اللّه وابن أمته ضمتني الأصلاب والأرحام ، وإني لميت ومبعوث ثُمّ مسؤول " . - " أخبرني إذن ، كيف كانت سلوكية غير الإمام ( من الأئمة ) جعفر بن محمّد مع الغالية ؟ " . - " فمثلاً ، لقد كتب الإمام الحسن العسكري ابتداء منه إلى أحد مواليه : إني أبرأ إلى اللّه من ابن نصير الفهري وابن بابه القمي فابرأ منهما ، وإني محذرك وجميع موالي ، ومخبرك أني العنهما عليهما لعنة اللّه ، يزعم ابن بابا أني بعثته نبياً وأنه باب ، ويله لعنه اللّه سخر منه الشيطان فأغواه فلعن من قبل منه ، يا محمّد إن قدرت أن تشدخ رأسه فافعل " . - " وعليه ، فإنهم كانوا يلعنون الغالية ويبرأون منهم كذلك ؟ " . - " نعم ! فلقد قال أبو عبد اللّه الصادق يوماً لأصحابه : لعن اللّه المغيرة بن سعيد ، لعن اللّه يهودية كان يختلف إليها ، يتعلم منها الشعر والشعبذة والمخاريق ، إن المغيرة كذب على أبي ، وإن قوماً كذبوا علي ما لهم ! أذاقهم اللّه حر الحديد ، فواللّه ما نحن إلاّ عبيد خلقنا اللّه واصطفانا ، ما نقدر على ضرّ ولا نفع إلا بقدرته ، إن رحمنا فبرحمته ، وإن عذبنا فبذنوبنا ، ولعن اللّه من قال فينا ما لا نقول في أنفسنا ، ولعن اللّه من أزالنا عن العبودية للّه الذي خلقنا وإليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا " . - " ومع كُلّ هذا التصدّي ، فإنّ الغالية كانوا ذوي جهود متواصلة ، فكيف