تناسب ذلك مع كُلّ هذا التحدي من أئمة الشيعة وتصديهم لهم " . - " إن للسياسة دور هام في إزدهار وتطور مثل هذه الحركات ، فما كان من أئمة أهل البيت إلاّ أن يحصدوا ما يزرع هؤلاء ، فحسبك ما قاله الإمام جعفر بن محمّد : إن أبا منصور كان رسول إبليس ، لعن اللّه أبا منصور ، قالها ثلاثاً . . كذلك قال : إنا أهل بيت صادقون لا نعدم من كذاب يكذب علينا عند الناس يريد أن يسقط صدقنا بكذبه علينا ، ثُمّ ذكر المغيرة وبزيغ السري وأبا الخطاب ، ومعمر وبشار الشعيري وحمزة اليزدي وصائد النهدي ، فقال : لعنهم اللّه أجمع وكفانا مؤونة كُلّ كذاب . ومع كُلّ هذا ، فبقدر ما كانوا يسعون لاستئصال شأفة هؤلاء المجرمين ، كانت السلطة تزرع غيرهم في مختلف الأمكنة " . - " حقاً ؟ ! " . - " وعن حمدويه قال : كنت جالساً عند أبي عبد اللّه وميسرة عنده فقال له ميسرة : جعلت فداك عجبت لقوم كانوا يأتون إلى هذا الموضع فانقطعت أخبارهم وآثارهم وفنيت آجالهم . قال الإمام : ومن هم ؟ قلت : أبو الخطاب وأصحابه ، فقال ( وكان متكئاً ورفع بنظره إلى السماء ) : على أبي الخطاب لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين ، فاشهد باللّه أنه كافر فاسق مشرك وأنه يحشر مع فرعون في أشد العذاب " . - " وإذن ، فكانت قد صدرت التعليمات الخاصة بهؤلاء الغلاة وذلك من قبل الأئمة إلى شيعتهم ؟ " . - " نعم ! ولقد ذكر عنده أصحاب أبي الخطاب والغلاة فقال : لا تقاعدوهم ، ولا تواكلوهم ، ولا تشاربوهم ، ولا تصافحوهم ، ولا توارثوهم .