- " ولا حاجة بنا إلى إطالة نقل أقوال المانعين لملكة الاجتهاد لعلماء الأُمّة بعد المذاهب الأربعة ، لأنّها حجج لقضية تبتنى على عدم لياقة أي أحد بعدهم لهذه الرتبة ، وإن مدعيها ضالّ مضل " . - " مدعي ماذا ؟ " . قال مازن ، أجبته : - " مدعي ملكة الاجتهاد ( وحسب ما يدعون ) : . . وإن مدعيها ضالّ مضل بل ممن يريد في الأرض الفساد ، ويجب إقامة الحد عليه ، ومن أدعى من الأُمّة تلك المنزلة أو كانت له لياقة استنباط الأحكام الشرعية شنعوا عليه ، ورموه بالنكير . فهذا العلامة جلال الدين السيوطي أدعى رتبة الاجتهاد المطلق قام عليه علماء عصره فرموه بالنكير ، ووقعوا فيه ، وكذلك أنكروا على كُلّ من أدعى ذلك " . - " ؟ ! " . - " والواقع أن في القرون المتأخرة رجالاً برهنوا بمؤلفاتهم على تلك الملكة التي أدعي استحالتها عليهم ، حتّى فضلوا بعضهم على رؤساء المذاهب . فهذا أبو حامد أحمد بن محمّد الأسفراييني فضّلوه على الشافعي " . قاطعني نبيل متسائلاً وبدهش مريب : - " فضّلوه على الشافعي ؟ " . - " أجل ! وكثير منهم كانوا بمنزلة من العلم لا يستبعد اتصافهم بتلك الملكة " . - " مثل من ؟ " . سألني مازن ، فقلت له :