يتطاير منها . . فقال ساخراً : - " باللّه عليك ، إن الوقت ليس وقت هذر وتندّر " . - " وماذا في ذلك ؟ " . - " أي ذلك ؟ " . - " ألا ترغب أن تصلّي أيضاً ، وتنتبه كذلك إلى أوضاعك الأُخرى في سائر الأوقات الأُخرى ، وتسعى في مناكبها ، فلا نصير كحال ذلك الذي جعل يقضي عمره كُلّه في المسجد ، ومن ثُمّ وجدوا أن آمر الجحفل قد صار إلى التفكيك والتشتت . . لأنّه أهمل العناية بشأنه ! وجعل يقضي عمره كُلّه في المساجد . . " . سكتّ ، وعدت بعدها إلى الكلام : - " ألا يكون علينا أن نفكر ، ولا للحظة واحدة في حسن ما نجده لدى هؤلاء الشيعة ، فنستفيد منه نحن الآخرون . . ألا تجد أننا قد أسرفنا في مسائل عفّ الشيعة عن الوقوف عليها ، بمثل هذا المقدار الذي نقف نحن عليها . . فإن اللّه لا يدعو إلى التهلكة ، بل لا يكلف الإنسان فوق طاقته " . - " إذن ، لقد صدق سمير ؟ " . - " ما الذي أخبرك به ؟ " . - " إنه هو الآخر قد تغير ، ولم يتغير قد كنت قد شاركته الحديث في يوم أمس ، إنّه قد انقلب على عقبيه " . - " أتقصد أنه أنقلب ظهراً لبطن أم . . " . - " لا أعني ما قلت . . هل يثبت ذلك أنك أنت الآخر سائر في الدرب ، أم أنك تقف على الأعراف ، وتضع نفسك في جملة دول عدم الانحياز " .