responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وانقضت أوهام العمر نویسنده : السيد جمال محمد صالح    جلد : 1  صفحه : 337


تعتريني إزاء كلام نبيل وأسلوبه ، فضلاً عن أسلوبي أن الآخر حياله ، فإذا بي أجد نبيل ييمّم بوجهته صوبي . . وذلك لما رأى مازن قد تحلّق حولي حتّى جعل يحاذيني ، وكأنه عرف الموضوع الذي يريد مازن أن يطرحه بين يدي . . ولذلك ، أراد أن يؤكد حصيلة مازن ، ويكرر كلامه ، بل لما سيكون هو الآخر وراء مثل هذا الموضوع . فإن بوسع ذهنه أن يخمن أين سأنصاع أكثر ، وسيضع مثل هذا التحذير ، صنعه في نفسي ، وبذلك أكون قد نأيت بنفسي عن التفكير بمثل هذه الترهات ( حسب ما يظنون وصدق ظني ) فاجأني مازن بالقول :
- " إني ما كنت أظنه ( قاسم ) ليجرؤ ذات يوم على الاقدام على مثل هذه الترهات . . " .
وهنا صارعت نفسي ، فلم أجدها هذه المرة ، تتمثل حتّى انفجرت بكُلّ ما وسعني المجال خلاله أن أضحك . . وعندها بدأ يفتح قلبه لي حتّى شعرت بأن ضحكتي هذه قد آتت أكلها ، وصنعت صنعها ، إذا ما أطلقتها حتّى كنت أرى مازن ، قد انفتحت قريحته للكلام ، وهو يعبر عن حزنه الغالب ، وبؤسه الشاحب ، وكأني قد شاطرته في مجال التعبير عنه ، وهو يقول :
- " أجل ، فإنه ليستحق الضحك بدلاً من الشعور بالأسى ، لأنّ شرّ المصائب ما يضحك ، وما أراك إلاّ إنك أنت الآخر ، لا بدّ وإن كنت قد استغربت منه مثل هذا الصنيع . فقاسم الذي كان يقول إنّ هؤلاء مزقوا حتّى الصلاة ، وأرادوا أن يتخلصوا من عنائها ، فجعلوا يصلوها مجموعة ، كيما ينتهوا منها ويستريحوا ، فيصلوا الظهر والعصر معاً ، والمغرب والعشاء كذلك " .
- " وهذا الأفضل ، أليس كذلك ؟ ! " .
وما كنت لأفوه بذلك حتّى رماني بنظرات شزراء ، وكأن الشرر قد جعل

337

نام کتاب : وانقضت أوهام العمر نویسنده : السيد جمال محمد صالح    جلد : 1  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست