أتعس مخلوق ، لو كنت أفكر فيما أحاول أن أقدم عليه ، فسألني مازن ، وهو يقول : - " أسمعت بالخبر المشؤوم ؟ ! " . قلت : - " أي خبر ؟ " . قال : - " قاسم ! " . قلت : - " أووه ، نعم ( ثُمّ التفتّ إليه مستغرباً وأنا تملأني روح ضاحكة في داخل نفسي ، لشدما خفت أن أفجرها دون وعي منّي . كنت أمازح ذاتي في دخائلي ، وبقدر ما كنت أسائلها مغضباً في ظاهري ، أغالب إبتساماتي المفرطة التي ربما انفتلت وانقلبت ضحكات صارخة ) ما به ؟ " . سألته ، وأنا أكاد استصرخ دموع الفرح في قلبي للأسلوب نفسه ، والذي ابتدرت به متسائلا ، بعد أن سألني هو وبدوره ، فجعلت أكابد شوقاً يعتمل في صدري ، يسوقني نحو الرغبة اطلاق كركرة ليس لها نظير ، ولا أقول ذلك وأنا أشعر بالرثاء لمازن ، أو قاسم ، أو كأني أحاول أن أسدّد فعل قاسم ، لا ، وكلا . . إنما والحقيقة لا أكاد أخفيها ، لم يكن لدي أيّما تعصب يمكن أن يصطلح عليه كذلك ، ولو كنت أتعصب شيئاً ما ، إلاّ أني ما كنت أعتبره كذلك ، فيما لو قايسوه مع تعصب مازن أو نبيل ، فإنّ لمثله أن يختلف عن نسب كلاهما ، بمقدار المسافة التي تفصل ما بين السماء والأرض ، . . هكذا اعتقدت . . والأدهى من ذلك صرت ، أفكر في التغاضي عن ابتسامة ، وضحكة أرادت ، أن