قلمه وحكايا فعله . . فإنّه ما كان ليرجو مثل ذلك أو يسعد بالتوصل إلى مثل هذه الحالة من الاعتماد على النفس الذي يقوي ومن خلاله على إرشادك وتنشأتك ، وبالتالي تولي أُمورك ، والاستيقان بصحة ما ينفذه إليك من أوامر ويلقيه إليك من دواعي يضطرك معها إلى الالتزام بها ، ولا يظن منك سوى التصديق ، وكأن الثقة ملؤه ، والزم رائده ، والوضوح سائسه ، والشفافية ديدنه ، من دون الانقياد إلاّ بفعل دليل لا يركب صفة الجنوح إليه إلاّ من بعد أن يطمئن إلى أنه قد فاز بالحظوة لدى ولده الذي أولاه كُلّ ثقته ومن غير ما تبصر . . فمن أين حصل على كُلّ هذه الثقة ؟ ولِمَ لم يسائل جده حين يريد الإيعاز إليك ، لِمَ لم يستفهم أجداده هو نفسه ، حينما يصبح لسانه طليقاً يصدّر إليك مختلف ألوان الارشادات " . - " لأنّه ورثها عنهم ، فما كان له أن يعود ليسألهم من جديد عنها ، أيصح منه الاتيان بمثلها أم تجاوزها دون أحالة ذهنه إلى قبض التردد وحرارة الاستفسار المتوالد حديثاً ؟ " . - " فهل تعني أنه قد قلدهم ؟ " . - " نعم ! " . - " ولماذا ؟ " . - " لأنّهم محصوا الأُمور حتّى تلقوها عن وعي ، فما كان من يأتي بعدها إلاّ أن يتلقاها عنهم مضغة سائغة دون احتياجه إلى أعادة تمحيصها وأعمال الفحص عنها واجراء سلسلة من الاختبارات مما لا يقع تحتها أيّما طائل " . - " من تقصد هؤلاء الذين محصوا الأُمور ، وتلقوها عن وعي . . أتعني أبا أبيك ، جدك ! لأنك إن قصدته ، ما كان لك إلاّ أن تقدس أباه هو الآخر ، وإن