responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وانقضت أوهام العمر نویسنده : السيد جمال محمد صالح    جلد : 1  صفحه : 316


علّها تذيب تلك العقدة التي لحظتها تنفتل جزئياتها ما بين حاجبيه ، قلت له :
- " إنّي لم أفكر بذلك قط ، إن ما أهتم له هو أن أحصل على يقين ما . . وتذكر أن الآباء ليسوا بمسؤولين عمّا تفعل الآن ، لأنّهم يُدانون على ما أغذونا إياه . . فإنّ كان سقيماً كان حصادهم كذلك ، وإن كان غير ذلك كان غيره . . " .
- " هل تدينهم ؟ ! " .
- " كلا . . أبداً ، وهذا في حال أن يلفوا معنى سعيهم الجاد والحثيث كاملاً ، دون أيّما تهاون أو تكاسل " .
- " ماذا تقصد ؟ " .
- " أقصد أنهم هل بذلوا كُلّ جهدهم في هذا المضمار " .
- " وهل بلغ الآباء من الشيعة مع أبنائهم كُلّ جهدهم . . ؟ إنّي لا أعتقد أنّ أحداً منهم يهتم لحديثنا ، بقدر ما يهتم بالاستمرار على دين آبائه من دون الإبحار في مسالك البحث والدرس كُلّ ما ورثه عنهم . . " .
- " لا عليك ! لا تهتم بهذا ، علينا أن نفهم ما يتعلق بنا نحن " .
- " ولماذا كان عليهم أن يتمسكوا بكُلّ ما ورثوه عن سلفهم ، ونحن ليس لن فعل مثل ذلك ، بل إنّي أشرع بأنّ عقيدتهم تملي عليّ ما يرغمني على التخلي عمّا اعتقد به عنوة . . " .
تطلعت إليه ، وأنا أشعر بأنّ هذا الشاب يمر في مرحلة صعبة . . دعوته إلى الجلوس ، فرفض ، طلبت منه أن نخرج معاً إلى الطريق الذي يحيط بالمكان ، فاستجاب بعد تردد . . بعدها سألته :
- " إنّي لا أتصور بأنّك لا ترغب في أن تحمل شيئاً ، لم يحمله أحدٌ من أجدادك قبل اليوم " .

316

نام کتاب : وانقضت أوهام العمر نویسنده : السيد جمال محمد صالح    جلد : 1  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست