العدل ، ولك مع ذلك رأيك ، فاصدع به نتدبره ، والسلام " . - " إن لأم المؤمنين عائشة فضلها ومنزلتها ، غير أنها ليست بأفضل أزواج النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " . - " ماذا تقصد ؟ " . قلت ذلك بلحن كان يتوهج بشيء من القساوة . - " وكيف تكون أفضلهن مع ما صح عنها إذ قالت : ذكر رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، خديجة ذات يوم فتناولتها فقلت : عجوز كذا وكذا ، قد أبدلك اللّه خيراً منها ، قال : ما أبدلني اللّه خيراً منها ، لقد آمنت بي حين حرمني الناس ، ورزقني اللّه ولدها ، وحرمني ولد غيرها " . - " أي حديث آخر ؟ " . - " عن عائشة قالت : كان رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، لا يكاد يخرج من البيت حتّى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها ، فذكرها يوماً من الأيام ، فأدركتني الغيرة ، فقلت : هل كانت إلاّ عجوزاً ، فقد أبدلك اللّه خيراً منها فغضب حتّى اهتز مقدم شعره من الغضب ثُمّ قال : لا واللّه ما أبدلني اللّه خيراً منها ، آمنت بي إذ كفر الناس ، وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني في مالها إذ حرمني الناس ، ورزقني اللّه منها أولادا إذ حرمني أولاد النساء " ( 1 ) . - " . . ونص على تفضيلها ، فقال : أفضل نساء أهل الجنّة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد ، وآسية بنت مزاحم ، ومريم بنت عمران ، وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : خير نساء العالمين أربع ثُمّ ذكرهنّ ، وقال : حسبك من نساء
1 - صحيح البخاري 3 : 175 كتاب النكاح ، باب غيرة النساء .