يتلونه في خلواتهم وجلواتهم ، وفي أورادهم وصلواتهم ، وعلى أعواد منابرهم ، وعوالي منائرهم * ( يَا أيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) * " . - " توقفي . . مهلاً ! هل هذه الآية هي مما نزلت بولاية علي يوم غدير خم ؟ - " إنّه مما لا شك في ذلك ! فأخبار أهل السنّة في ذلك وافرة . . وحسبك مما جاء في ذلك من طريق غيرهم ما أخرجه الإمام الواحدي في تفسير الآية من سورة المائدة صفحة : 150 من كتابه : ( أسباب النزول ) ، من طريقين معتبرين عن عطية عن أبي سعيد الخدري ، قال : نزلت هذه الآية * ( يَا أيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) * يوم غدير خم في علي بن أبي طالب " ( 1 ) . - " وهل ثمة من القرائن ما يشهد لهذا النزول وهذه الآية . . وبهذا المعنى من الولاية والحكومة لعلي بن أبي طالب ؟ " . - " مما يشهد له أن الصلاة كانت قبل نزولها قائمة ، والزكاة مفروضة ، والصوم كان مشروعاً ، والبيت كان محجوجاً . فضلاً عن أنّ الحلال كان بيّناً ، والحرام بيناً ، والشريعة متسقة ، وأحكامها مستتبة . فأيّ شيء غير ولاية العهد يستوجب من اللّه هذا التأكيد ، ويقتضي الحض على إبلاغه بما يشبه الوعيد ، وأيّ أمر غير الخلافة يخشى النبيّ الفتنة بتبليغه ، ويحتاج إلى العصمة من أذى الناس بأدائه " .
1 - كما وأخرجه أبو نعيم في تفسيره بسندين ، والجويني في فرائده ، والثعلبي في تفسيره .