إسم الكتاب : وانقضت أوهام العمر ( عدد الصفحات : 429)
حتّى يردا عليّ الحوض . ثُمّ قال : إن اللّه عزّ وجلّ مولاي ، وأنا مولى كُلّ مؤمن ، ثُمّ أخذ بيد علي ، فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه . . . وذكر الحديث بطوله ، ولم يتعقبه الذهبي في التلخيص " ( 1 ) . " إنّ الشيعة متفقون على اعتبار التواتر فيما يحتجون به على الإمامة ، لأنها عندهم من أصول الدين ، فما الوجه في احتجاجهم بحديث الغدير مع عدم تواتره عند أهل السنة ؟ وإن كان ثابتاً من طرقهم الصحيحة ؟ " . قالت : - " إنّ تواتر حديث الغدير مما تقضي به النواميس التي فطر اللّه الطبيعة عليها ، شأن كُلّ واقعة تاريخية عظيمة يقوم بها عظيم الأمة ، فيوقعها بمنظر وبمسمع من الألوف المجتمعة من أمته من أماكن شتى ليحملوا نبأها عنه إلى من ورائهم من الناس ، ولا سيما إذا كانت من بعده محل العناية من أسرته وأوليائه في كُلّ خلف حتّى بلغوا بنشرها وإذاعتها كُلّ مبلغ ، فهل يمكن أن يكون نبؤها والحال هذه ، من أخبار الآحاد ؟ كلا ! بل لا بدّ أن ينتشر انتشار الصبح ، فينظم حاشيتي البر والبحر . . لأنك لن تجد لسنة اللّه تحويلاً " . قلت لها : - " ماذا تعنين ؟ " . قالت : - " إنّ حديث الغدير كان محل العناية من اللّه عزّ وجلّ ، إذ أوحاه تبارك وتعالى إلى نبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأنزل فيه قرآناً يرتله المسلمون آناء الليل وأطراف النهار ،
1 - كما أخرجه الحاكم في مستدركه 3 : 533 ، والإمام أحمد في المسند 4 : 372 ، والنسائي في خصائصه : 21 ، ومسلم في صحيحه 2 : 325 وغيرها من المصادر .