السجايا العربية . . . وضرب المرأة ثم إن ما ذكره كاشف الغطاء رحمه اللَّه من أن السجايا العربية والتقاليد الجاهلية التي ركزتها ، تمنع من إقدامهم على ضرب المرأة ، قد أبطله السيد مؤلف كتاب مأساة الزهراء ( ع ) ، واستشهد لوقوع هذا المؤلف المحقق بعدة أمور من جملتها تعذيب عمر للجارية . وهنا يفقد « كاتب مأساته » صوابه ، فينطق عن الهوى ، ويجانب الحق ويطغى بقلمه ولسانه ، حين يجعل من هذا الشاهد مورداً للطعن على سماحة السيد مرتضى ، الذي أراد من هذا الشاهد وغيره ، إثبات وقوع ضرب العرب للمرأة في ذلك الزمان ، وأن قبحه في نظرهم لم يكن ليمنعهم عن فعله ، كما لم يمنعهم ذلك عن الإقدام على ضرب جواريهم . ولسنا ندري ما الذي أثار حفيظة الكاتب ؟ هل هو المثال ؟ أم عجزه عن الجواب ؟ مع أن في شواهد السيد جعفر مرتضى ما لا يقدر هو ولا غيره على رده ، وهو إقدام المشركين على قتل سمية ( رحمها اللَّه ) وتعذيب غيرها من النساء . وقد يصلح شاهداً أيضاً ما فعله بسر بن أرطأة بالنساء ، كما ورد في خطبة الجهاد لأمير المؤمنين ( ع ) ، علماً أن السيد فضل الله قد صرح في مواضع عديدة من كتبه ( الندوة ، حديث عاشوراء . . . ) بأن زينب وأخواتها قد جلدن ، فكيف لم يمنعهم هذا القبح وما يترتب عليه من لحوق العار ، كيف لم يمنعهم من الإقدام على ضرب النساء في واقعة كربلاء . مع أن الفاصل الزمني بين الحادثين ليس بعيداً ، والحسين ( ع ) قد خاطبهم بقوله : عودوا إلى أحسابكم فان لم تكونوا عرباً فكونوا أحراراً في دنياكم ، ومع هذا فقد أقدموا على ما أقدموا عليه ، ولم يمنعهم قبح ولا عار عن فعل شيء من هذا ، بل ما هو أفظع منه .