responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جاء الحق نویسنده : الشيخ محمد أبو السعود القطيفى    جلد : 1  صفحه : 161


التي لم تخرج من حظيرتها مدة عمرها ، فقالت له : يا ابن أبي طالب افترست الذئاب وافترشت التراب - إلى أن قالت : هذا ابن أبي فلانة يبتزني نحلة أبي وبلغة ابني ، لقد أجهد في كلامي ، وألفيته الألّد في خصامي ولم تقل أنه أو صاحبه ضربني ، أو مدت يد إليّ وكذلك مع نساء المهاجرين والأنصار بعد سؤالهن كيف أصبحت يا بنت رسول اللَّه ؟ فقالت : أصبحت واللَّه عائفة لدنياكن ، قالية لرجالكن ، ولا إشارة فيها إلى شيء من ضربة أو لطمة ، وإنما تشكو أعظم صدمة وهي عصب فدك وأعظم منها غصب الخلافة وتقديم من أخر اللَّه وتأخير من قدم اللَّه ، وكل شكواها كانت تنحصر في هذين الأمرين وكذلك كلمات أمير المؤمنين عليه السلام بعد دفنها ، وتهيج أشجانه وبلابل صدره لفراقها ذلك الفراق المؤلم ، حيث توجه إلى قبر النبي صلى اللَّه عليه وآله قائلاً : السلام عليك يا رسول اللَّه عني وعن ابنتك النازلة في جوارك إلى آخر كلماته التي ينصدع لها الصخر الأصم لوعاها ، وليس فيها إشارة إلى الضرب واللطم ولكنه الظلم الفظيع والامتهان الذريع ، ولو كان شيء من ذلك لأشار إليه سلام اللَّه عليه ، لأن الأمر يقتضي ذكره ولا يقبل ستره ، ودعوى أنها أخفته عنه ساقطة بأن ضربة الوجه ولطمة العين لا يمكن إخفاؤها .
وأما قضية قنفذ وأن الرجل لم يصادر أمواله كما صنع مع سائر ولاته وأمرائه وقول الإمام عليه السلام : أنه شكر له ضربته فلا أمنع من أنه ضربها بسوطه من وراء الرداء وإنما الذي أستبعده أو أمنعه هو لطمة الوجه وقنفذ ليس ممن يخشى العار لو ضربها من وراء الثياب أو على عضدها وبالجملة فإن وجه فاطمة الزهراء هو وجه اللَّه المصون الذي لا يهان ولا يهون ويغشى نوره العيون ، فسلام اللَّه عليك يا أم الأئمة الأطهار ما أظلم الليل وأضاء النهار ، وجعلنا اللَّه من شيعتك الأبرار ، وحشرنا معك ومع أبيك وبنيك في دار القرار .

161

نام کتاب : جاء الحق نویسنده : الشيخ محمد أبو السعود القطيفى    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست