لما لم تذكر الزهراء ( ع ) ما جرى عليها ؟ روى في الكافي الشريف ، وفي نهج البلاغة ، وهو الكتاب الذي يأمر السيد فضل الله أن نستنطقه ونأخذ منه ( الندوة ج 2 ص 403 ) ، روى عن علي ( ع ) أنه قال عند دفنه للزهراء ( ع ) : وستنبئك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها ، فأحفها السؤال واستخبرها الحال ، فكم من غليلٍ معتلجٍ في صدرها لم تجد إلى بثه سبيلاً . قال العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى ( مأساة الزهراء ج 2 ص 44 ) : كلامه عليه السلام وإن كان لا صراحة فيه بما جرى على الزهراء ( ع ) ، ولكنه يدل على أن ثمة مظالم بقيت تعتلج في صدرها ( ع ) ، ولم تجد إلى بثها سبيلا ، وهذه الأمور غير فدك والإرث وغصب الخلافة ، لأن هذه الأمور قد أعلنتها ( ع ) وبثتها على الملأ بكل وضوح ، واحتجت لها وألقت خطباً جليلة في بيانها . وبعد هذا نلفت نظر الكاتب إلى أن تساؤله عن الموانع وجهله بها ، لا يعني أنها لم تكن موجودة ، وهذا علي ( ع ) يصرح بأنها ( ع ) لم تجد إلى بثها سبيلا ، فاللازم في أمثال هذه الأمور ، بعد التحقق من الحدث ، وإبطال زيف الشبهات حوله ، هو عدم المبادرة إلى الاعتراض على المعصومين ( ع ) ، بل محاولة تفهم ذلك ولو بطريقة الحدس والتحليل كما صنع العلامة المدقق السيد جعفر مرتضى . وأما بالنسبة إلى ذكرها ( ع ) لفدك ، وعدم تعرضها ( ع ) لغير ذلك ، فلا يصح جعل هذا الأمر دليلاً على عدم وقوع ما وقع ، إذ يلزم إثبات تساوي أمر فدك من كل الجهات ، مع باقي الأمور التي جرت عليها ، حتى يصح الاستدلال بذكر فدك وترك غيرها ، على عدم وقوع غير غصب فدك من المظالم ، مع أن الأمر ليس كذلك .