responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جاء الحق نویسنده : الشيخ محمد أبو السعود القطيفى    جلد : 1  صفحه : 160


إليها يد سوء ، حتى أن في بعض كلمات أمير المؤمنين عليه السلام ما معناه : أن الرجل كان في الجاهلية إذا ضرب المرأة يبقى ذلك عاراً في أعقابه ونسله .
ويدلك على ترّكز هذه الركيزة بل الغريزة في المسلمين وأنها لم تفلت من أيديهم وان فلت منهم الإسلام : أن ابن زياد وهو من تعرف في الجرأة على اللَّه وانتهاك حرماته لما فضحته الحوراء زينب ( ع ) وأفلجته وصيرته أحقر من نملة ، وأقذر من قملة ، وقالت له ثكلتك أمك يا ابن مرجانة . فاستشاط غضباً من ذكر أمه التي يعرف أنها من ذوات الاعلام ، وهم أن يضربها ، فقال له عمرو بن حريث وهو من رؤوس الخوارج وضروسها انها امرأة والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها ، فإذا كان ابن مرجانة امتنع من ضرب العقيلة خوف العار والشنار وكله عار وشنار ، وبؤرة عرها مع بعد العهد من النبي صلى اللَّه عليه وآله فكيف لا يمتنع أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وآله مع قرب العهد به من ضرب عزيزته ، وكيف يقتحمون هذه العقبة الكؤود ولو كانوا أعتى وأعدى من عاد وثمود . ولو فعلوا أو هموا أن يفعلوا أما كان في المهاجرين والأنصار مثل عمرو بن حريث فيمنعهم من مدّ اليد الأثيمة ، وارتكاب تلك الجريمة ، ولا يقاس هذا بما ارتكبوه واقترفوه في حق بعلها سلام اللَّه عليه من العظائم حتى قادوه كالفحل المخشوش فإن الرجال قد تنال من الرجال ما لا تناله من النساء .
كيف والزهراء - سلام اللَّه عليها - شابة بنت ثمانية عشر سنة ، لم تبلغ مبالغ النساء وإذا كان في ضرب المرأة عار وشناعة فضرب الفتاة أشنع وأفظع ، ويزيدك يقيناً بما أقول أنها - ولها المجد والشرف - ما ذكرت ولا أشارت إلى ذلك في شيء من خطبها ومقالاتها المتضمنة لتظلمها من القوم وسوء صنيعهم معها مثل خطبتها الباهرة الطويلة التي ألقتها في المسجد على المهاجرين والأنصار ، وكلماتها مع أمير المؤمنين عليه السلام بعد رجوعها من المسجد ، وكانت ثائرة متأثرة أشد التأثر حتى خرجت عن حدود الآداب

160

نام کتاب : جاء الحق نویسنده : الشيخ محمد أبو السعود القطيفى    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست