لقد كانت المسألة أن لدي تساؤلات تاريخية تحليلية حول دراستي الموضوع كنت أحاول إثارتها في بحثي . . . فراجع الملاحق وهنا أمور : أولاً : من الغريب أن لا يكون ضرب الزهراء - مع ما هو عليه هذا الحدث من أهمية - من اهتمامات من يشتغل بهذا البحث لسنوات طويلة ويتصدى لتحقيق والإجابة عن تساؤلاته كما هو بقول هو نفسه . ثانياً : صحيح ما يقوله الكاتب من أن مسألة ما جرى على الزهراء ( ع ) ليس من صلب العقيدة ( ص 118 - 119 ) ، لكن القول بأنها مسألة لا صلة لها بالعقيدة قولٌ غير صحيح ، لترابط هذه القضية بنواحي العقيدة في أكثر من جانب ، على القاعدة التي مهدناها سابقاً ، وقررت أن الأبحاث التاريخية - وإن كانت وصفية - لكن يمكن أن تكون في نتائجها واحدة من مقدمات أو موضوعات البحث في العقيدة والفقه وقد عرفت فيما تقدم كمال الارتباط بين هذه المجريات من جهة ، وبين أمر الخلافة بعد النبي صلى الله عليه و آله وسلَّم ، وحديث ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ) من جهة أخرى . وصحيح أيضاً أنه لا يفترض بنا التسليم بكل الروايات التاريخية كما يقول الكاتب ( ص 119 ) ، لكن غير صحيح أنه لا يجب التسليم لحقائق هذه الروايات الثابتة عن أهل البيت ( ع ) ، لأنا نعتبر التسليم بها شرطاً من شروط الإيمان . ذلك أن هذه الحقائق التاريخية حيث كانت واردة في الروايات الصادرة عن المعصومين ( ع ) ، فهي بذا تصبح حقائق دينية ، وبالتالي فمن الواجب على المؤمنين التسليم بها ، كما أن التكذيب بما صح صدوره عنهم ( ع ) ، مع الالتفات إلى صحة صدوره عنهم ، يعتبر كفراً واضحاً ، وخروجاً عن زي التدين ، ولا يشك في ذلك واحد من المسلمين لأنه يعود إلى تكذيب