علماً أن لسماحة السيد مرتضى أعمالاً قيمة تذكر فقد بنى مدرسة علمية في قم هي الأولى في المدارس غير الإيرانية فيها ، وأنشأ لطلاب العلم كثيراً من البيوت لسكناهم ، وأنشأ مؤسسة لتربية الطلاب وتعليمهم التأليف والتحقيق ، وغير ذلك ، أليس في هذا كله خدمة للمجتمع والدين ؟ ولا ننسى قول الكاتب اللبق ( ص 87 ) ، تعليقاً على إشارة سماحة السيد مرتضى ، إلى مشاركة السيدة الزهراء ( ع ) بالحضور في عرس بعض اليهود . حيث يقول : هل هي دعوة من الكاتب إلى المسلمين والشيعة تحديداً إلى مشاركة اليهود في أعراسهم ؟ ! . ونحن هنا نذكره بعيادة النبي لليهودي المريض الذي كان يؤذيه دوماً بوضع النفايات على باب داره ( ص ) ، ثم هل يفهم الكاتب من ذكر السيد فضل اللَّه لهذه القضية على المنبر مراراً ، أنه يدعو إلى زيارة اليهود والتواصل معهم وعيادة مرضاهم ، بل وجرحاهم ولو كانوا أصيبوا في حروبهم ضد المسلمين ؟ ! إن اليهود في زمن النبي - مع كل ما ورد من الذم في حقهم - هم من أهل الكتاب ، وقد كانوا يتمتعون بنعم الدولة كما يتمتع غيرهم من المسلمين والنصارى . وتصرف الزهراء ( ع ) كذلك لا ربط له بمفاكهة الكاتب الباردة ! . وهل يرضى منا هذا الفطن ، أن نذكره بأقوال سماحته في ما يتعلق بحكم المرتد ولو كان ارتداده إلى اليهودية ، وأن أهل الكتاب ليسوا كفاراً ولو كانوا يهود ، وأن كل إنسان طاهر حتى لو كان يهوديّاً ، وأنه ولا وجود لملحد على وجه الأرض ، إلى غير ذلك من أقوال سماحته التي يفتخر بها هو نفسه ، ويُفتَخَر له بها ؟ فهل يستفاد من كل هذه الأقوال دعوة سماحته إلى التقارب بين الأديان بإزالة الفروقات والحواجز وإسقاط الموانع أمام توحيدها . . . ؟ ! . ونذكر القارئ بالنص الذي يعلم به بأي منظارٍ ينظر السيد فضل اللَّه إلى حياة الزهراء ( ع ) الاجتماعية ، وكيف يقيِّم الأحداث التي حصلت في