النبي ( ص ) ، وذلك يكون بإبراز أعز الناس في الوجود ، لا عند النبي ( ص ) فقط . وفي كتاب الاختصاص في حديث طويل : فقال لهم رسول اللَّه ( ص ) إن اللَّه عزّ وجلّ قد أمرني بمباهلتكم ، فقالوا إذا كان غداً باهلناك ، فقال القوم بعضهم لبعض : حتى ننظر بما يباهلنا غداً بكثرة أتباعه من أوباش الناس ، أم بأهله من أهل الصفوة والطهارة ، فإنهم وشيج الأنبياء وموضع نهلهم . فلما كان من غد ، غدا النبي صلى الله عليه و آله وسلَّم بيمينه عليّ ، وبيساره فاطمة ( ع ) ، عليهم النماة النجرانية ، وعلى كتف رسول اللَّه ( ص ) كساء قطواني رقيق ، خشن ليس بكثيف ولا لين ، فأمر بشجرتين فكسح ما بينهما ، ونشر الكساء عليهما ، وأدخلهم تحت الكساء ، وأدخل منكبه الأيسر معهم تحت الكساء ، معتمداً على قوسه النبع ، رفع يده اليمنى إلى السماء للمباهلة [1] . قال العلامة الطباطبائي في الميزان ( ج 3 ص 226 ) : وهذا يعطي أن يكون الحاضرون في المباهلة شركاء في الدعوى . ثم كيف يكون أهل البيت أعز الناس عند النبي ، ولا يكونون أعز الخلق عند اللَّه ، واللَّه تعالى يقول : إن أكرمكم عند اللَّه أتقاكم ؟ فالأكرم عند اللَّه ، هو الأكرم عند النبي ( ص ) ، كما أن المؤمن الأعز عند اللَّه هو الأعز عند النبي ( ص ) ، إلا أن يدعي الكاتب أن ميزان النبي ( ص ) ، في تفضيل الناس ليس هو ميزان اللَّه تعالى ، وأن النبي ( ص ) يمكن أن يعزز ويكرم أهل بيته القريبين إليه ، أكثر من الآخرين الذين يدعى أنهم أقرب إلى اللَّه تعالى من أهل بيته ، لو فرض وجود من هم كذلك حقاً . ومن الغريب أن يتفوه السيد فضل اللَّه بمثل هذا الكلام وتظهر أثار ذلك في كلمات أتباعه ، ومنهم هذا الكاتب ، بينما نجد الزمخشري يقول : وفيه ( أي حديث المباهلة ) دليلاً لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب