ونضيف لنسأل الكاتب ، كيف أمكنه التعرف على أن المقصود بهذا الكلام هو السيد فضل اللَّه والحال أن السيد مرتضى لم يصرح باسمه في كتابه ، فلو لم يكن كلامه هذا صحيح النسبة إليه لم يمكنه ذلك ، مع انه ( أي الكاتب الأجل ) وهو غير « السطحي » اعترف ( ص 34 ) بأن السيد مرتضى أعلم بقصد الخصم ( السيد فضل اللَّه ) من الخصم نفسه . على أن هذا الكاتب الذي يتهم السيد مرتضى بالسطحية حين يقرر أن في الأمر تشكيكاً بقيمة الزهراء ( ع ) كما هو الظاهر من هذا الكلام ، نخشى أن يكون قد أراد بذلك إيهام القارئ بعمق فهمه ، لأنّا لما قرأنا كتابته « العميقة » ! هذه ! رأيناه يعترف فعلى حين غفلة ، ومناقضاً نفسه بنفسه بأن السيد فضل اللَّه أراد استبعاد دلالة هذا الحدث على عظمة الزهراء ( ع ) . إنكار الدلالة صريحاً يقول الكاتب ( ص 83 ) : إن القضية ( يعني المباهلة ) لا تفيد ذلك ، بل إن معرفة عظمة مقام السيدة الزهراء ( ع ) نستدل به ! من أحاديث وروايات أخرى غير قضية المباهلة . إذن قد قرر الكاتب أن قضية المباهلة لا تدل على مكانة ذاتية خاصة بالسيدة الزهراء ( ع ) ، ولا يهمنا بعد إنكاره لهذه المنزلة لها ( ع ) ، أن يثبت لها مقاماً آخر بدليل آخر أو لا يثبته ؟ فهو قد تابع السيد فضل اللَّه على إنكار أي دلالة لهذا الحدث على المكانة الذاتية للزهراء ( ع ) . فالكاتب يدعي أن غاية ما تدل عليه قضية المباهلة هو مكانتها العالية عند النبي ( ص ) ، لأن المباهلة كما يقول ( ص 83 ) : كانت تقضي بأن يصحب النبي محمد ( ص ) أعز الخلق لديه . وهذا الكلام مردود بأن مقتضى المباهلة هو إبراز وثيقة الصدق في كلام