علي ( ع ) وفدك ؟ ليقول : إنهم كانوا يحبونها ويحترمونها ، مع أنه بقوله هذا يبطل واحدة من أهم الفرص الاستدلالية الواضحة على إمامة أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ، وعلى أحقيته بها ، وعلى بطلان إمامة غيره . ظلامة الزهراء في غير الإمامة وفدك ومما يرشدك إلى ظلمها عليها السلام في غير مسألتي فدك والإمامة فهما المسألتان اللتان جاهرت بهما في حديثها مع الأول والثاني ، وفي خطبتها المعروفة - قول عليّ عليه السلام حين دفنها : وستنبئك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال واستخبرها الحال ، فكم من غليل معتلج في صدرها لم تجد إلى بثه سبيلاً . . . ونحن نعلم أنها بثت أمري فدك والخلافة ، فتحصَّل من هذا أن هناك الكثير من الأمور التي لم تبثها ، مما لا يتعلق بفدك والإمامة ، وبهذا يُرَد على كل ما تخرص به المتخرصون ، حين يقولون : لماذا طالبت بفدك والخلافة ، ولم تطالب بغير ذلك سيما ضربها وإهانتها ؟ ولماذا تعرضت لاستثارة الناس واستنهاضهم بخطبتها ( ع ) في المسجد ، وفي جولاتها على بيوت الأنصار أربعين يوماً ، ولم تستثرهم بمظلوميتها الشخصية ؟ وإثبات كل ذلك إنما يكون ببركة هذا التمازج العقيدي التاريخي ، الذي عبّر عنه هذا المخلِّط بالخلط ، جاعلاً إياه واحدًا من مؤاخذاته على سماحة العلامة السيد مرتضى العاملي ، موحيًا في ذلك بعدم ارتباط الأحداث التاريخية بالعقيدة والشرع ، وعدم إمكان الاستفادة منها من قبل الباحثين ، لتصحيح أو تأييد الكثير من الأفكار والمعتقدات الدينية ، مع كمال ارتباط هذه الأحداث بالمعصومين ( ع ) قولاً وفعلاً وتقريراً . وبعد كل هذا نراه يقول ( ص 32 ) :