أليس من الأجدى أن تبقى مسائل الاعتقاد ومبدأ الإمامة فوق النقاش التاريخي . . . ولا نقحمها في أحداث تاريخية هي موضع نقاش . . . ؟ إننا لا نرى وجه الربط بين هذه الحادثة التاريخية ، وبين قضية الإمامة ومسائل الاعتقاد . . . إلى آخر ما قال . بصَّر اللَّه كاتبنا الأجل ، بوجه الربط بين المسألتين ، وأراه عيوبه المانعة له عن إدراك ذلك ، وجنبه عمى القلوب قبل عمى الأبصار . الاختلاف المزعوم في جهة البحث يتابع الكاتب بعبائره ذوات الطنين ، من قبيل « زاوية النقاش » ، مضافاً إلى ما تقدم من « المعيار » و « الوصفي » ، وتأتيك « الغرفة المستديرة » و « التشكل » و « الإشكالية » إلى غير ذلك من العبارات التي يحلو له ولأشباهه استعمالها ، جريًا في أكثر ذلك على طريقة المثقفين من غيرنا . ونحن لن نتوقف عند هذا الأمر ، لأنه لا يعدو كونه حديثًا في الشكل ، والمهم دعواه أن صاحب الكتاب « مأساة الزهراء ( ع ) » يناقش في غير « الزاوية » التي يقصدها السيد فضل اللَّه ، ويذكر على ذلك شاهدين على سبيل المثال لا الحصر . يقول السيد فضل اللَّه ( مأساة الزهراء ، ج 1 ص 49 ) : إننا لا نجد في التاريخ ما يشير إلى نشاط اجتماعي للسيدة فاطمة الزهراء ( ع ) في داخل المجتمع الإسلامي إلا في رواية أو روايتين . ويقول السيد مرتضى ( مأساة الزهراء ، ج 1 ص 52 ) : أما إذا كان المقصود أن التاريخ لم يذكر أنها كانت تجهر بالحق لمن أراد معرفة الحق ، ولا تقوم بواجباتها في تعليم النساء وتوجيههن ، وفي صيانة الدين ، وحياطته على مستوى قضايا الإسلام الكبرى . . . فإن ما أنجزته في هذا المجال كالنار على المنار وكالشمس في رابعة النهار .