responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جاء الحق نویسنده : الشيخ محمد أبو السعود القطيفى    جلد : 1  صفحه : 33

إسم الكتاب : جاء الحق ( عدد الصفحات : 265)


ولا يراها الرجال وهذا واضح .
وأما لو كان الظرف عادياً ، فتحدثها معهم بشكل طبيعي ، يدل على عدم وجود مشكلة بينها ( ع ) وبينهم ، لكن يكذِّب هذا ما روي في الصحاح من أن فاطمة ماتت وهي واجدة عليهما .
ومن كل هذا نعرف أن التحقيق في حدوث غضبها والاستيثاق من صحة حدوثه ، مع بيان السبب المؤدي إليه - وهو إيذاؤها ( ع ) - على وجه التفصيل ، ثم التحقق من دعوى السيد فضل اللَّه رضاها فيما بعد ، وانكشاف أمر قبرها ( ع ) بعد وفاتها ، كل ذلك سيوصلنا إلى أنها ماتت ولم تبايع أبا بكر ، ويؤيد ذلك أن المؤرخين يذكرون أن عليًّا بايع بعد وفاة فاطمة ، بل قال بعضهم : إن علياً عليه السلام إنما تخلف عن البيعة إكرامًا لفاطمة ( ع ) ، لا ادعاءً منه أنه هو الأحق بالإمامة .
فهل يعقل بعد هذا كله أن تكون فاطمة ( ع ) قد بايعت أبا بكر قبل موتها ، بينما يكون عليٌ ( ع ) متخلفًا عن بيعته لأجلها .
وإذا عرفت أنها لم تبايع ، فمن ذا الذي يجرؤ على وصفها عليها السلام بأنها ماتت ميتة جاهلية ، وهي بضعة النبوة ، وروح النبي ( ص ) التي بين جنبيه ، وبالتالي من يمكنه أن يذكرها ( ع ) بقوله : « فلم تعرف إمام زمانها ؟ » أو « أنه لم يكن في عنقها بيعة لإمام بعد النبي ( ص ) ؟ » .
بقي احتمال أن تكون هي الإمام ، وهذا مقطوع البطلان ، ولم يقل به أحد ، فلا بد أن يكون إمامها هو ابن عمها أمير المؤمنين ( ع ) ، كما تقول به الشيعة الإمامية ، وهو الذي نقطع به ، ونستدل عليه بما صدر عنها ، ولا ينكر ذلك إلا معاند .
وبعد هذا نتساءل عن السبب الداعي إلى السيد فضل اللَّه للتشكيك في هذا الحديث ، وجعله عنوة تحت مجهر النقد الذي سلطه على مسلمات المذهب وواضحاته ، كما نسأله أيضًا لماذا يشكك بظلمها من غير جهة خلافة

33

نام کتاب : جاء الحق نویسنده : الشيخ محمد أبو السعود القطيفى    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست