بقي اعتراض الكاتب الفطن على جمع السيد مرتضى في كلامه بين قوله : ( ناقشت كل العلماء دعوى غير صحيحة ) ، وبين قوله الآخر ( مأساة الزهراء ج 1 ، ص 130 ) : ( بقي احتمال ولعله فالأقرب أن يكون هو الذي اقتنع منهم ) من جهة أخرى . حيث يعترض هذا الكاتب بأنه كيف اقتنع منهم لو لم يناقشهم ، وهذا يدل على أنه اجتمع مع العلماء ، مع أن السيد مرتضى يقول إنه لم يجتمع معهم . وليت شعري كيف غفل عن أن السيد مرتضى إنما اعترض على الإغراق في المبالغة ، في إن النقاش قد جرى مع العلماء كافة في إيران وغيرها ، ولم ينف أن يكون قد اجتمع مع بعضهم ، وهو ما يصدق معه أنه قد ناقشهم ، مع أنه لم يناقشهم جميعاً أيضاً . وبعد فرض كونه قد ناقش جماعة منهم ، فالأظهر أنه قد اقتنع منهم ، والدليل على ذلك ، ما كتبه من الرسائل إلى قم ( راجع الملاحق ) ، حيث يعترف بعدم الاطلاع والتأخر في العثور على الأدلة والإثباتات . إنكار ضرب الزهراء ( ع ) وتبرئة الظالمين . بعد كيلٍ آخر من السباب والشتائم والتهم ، يشرع هذا الكاتب بمناقشة هذا الأمر ، ولا بد من الالتفات إلى قول السيد فضل الله المتقدم : ( موقع الزهراء في نفوس المسلمين . . . يجعلنا نستبعد أنهم يجرؤن على ذلك ) . وهذا تصريح منه باستبعاد ارتكابهم لما قاموا به ، نعم هذا لا يمنعه من القول - ولو في موردٍ آخر - بأن غصب الخلافة من أكبر الجرائم ، لكن لا ربط لذلك بمورد كلام العلامة السيد جعفر مرتضى حتى يعارض نسبة الكلام الأول إليه ، وذلك لاحتمال صدور الكلام التالي غفلة . وحين يُسأل السيد فضل اللَّه ( أجوبة بعض المسائل المؤرخة في 16 جمادى 2 / 1417 ه ) هل تنفون ظلامة السيدة الزهراء ( ع ) ؟