وعلى هذا نعرف مجانبة الحق في قول الكاتب ( ص 95 ) : ما يعنينا نحن هو أن نهتم بالجانب الرسالي في أصحاب المعاجز والخوارق ، لا الجانب الذي يعني أمورهم الخاصة والتي اختصوا بها لكرامات خاصة بهم . « وقوله ( ص 98 ) : ما يعنينا هو المواصفات الشخصية الرسالية للسيدة الزهراء ( ع ) ، والتي تجعل من يقتدي بها يرتقى إلى أعلى مراتب الإنسانية ، وليس أمراً آخر على الإطلاق ( انتهى ) . وفي هذا إيماء واضح إلى أن الأحوال الغيبية ، ليست من المواصفات الشخصية للزهراء ( ع ) ، ولا من واقعها ( ع ) ، وبذا يتضح للقارئ ماهية نظرة هؤلاء القوم - والكاتب من جملتهم - إلى مقامات المعصومين ( ع ) عموماً وأهل البيت خصوصاً ، وفي ما تقدم الكثير مما يصلح لتأييد هذا الكلام فلا نعيد . هذا والاهتمام الإلهي بالجانب الاعجازي والغيبي في القرآن الكريم ، لم يكن مقصوراً على الحالات التي يراد فيها التأكيد على صدق الدعوة الإلهية ، وذلك واضح في قصة ولادة عيسى ( ع ) من دون أب ، إذ أي رسالة لعيسى التي أكدت بهذا ؟ أم أن الرسالة كانت لمريم ( ع ) . ومثل ذلك قول امرأة إبراهيم ( ع ) : ( أألد وأنا عجوز ) ، حين بشرتها الملائكة بإسحاق ، فقالوا : ( أتعجبين من أمر اللَّه رحمة اللَّه وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ) . من عنده علم من الكتاب ومثله قصة الذي عنده علم من الكتاب ، حيث قال لسليمان ( ع ) حين سأل أيكم يأتيني بعرشها ؟ قال : ( أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ) ، وقد كان يكفي لسليمان ( ع ) جواب العفريت من الجن ، حيث قال : ( أنا