سماحة السيد مرتضى بالسؤال قائلاً : ولا ندري أين تقع الزهراء ( ع ) في نظر الكاتب من ذلك كله . ونقول في جوابه إن كلام سماحة السيد مرتضى إنما كان ناظراً إلى طبيعة المرأة ، وهو لا يتنافى مع الخصوصيات في أمثال السيدة الزهراء ( ع ) ، وإلا لما كانت سيدة نساء العالمين . وأما أن طبيعة المرأة هي كما ذكر سماحته فهذا أمر لا يحتاج إلى بيان وان كان له استثناءات ولكن هذا لا يضر بعموم كلامه حفظه اللَّه . على أن سماحة السيد مرتضى يقول في ( ص 79 ) من كتاب مأساة الزهراء : قد ظهر مما تقدم أن للمرأة كما للرجل قوة حقيقية ، وقدرة على التحكم بالقرار النهائي في أية قضية ترتبط بها ، وأنها في مستوى الخطاب الإلهي ، وتستطيع أن تصل إلى أرقى الدرجات ، التي تؤهلها لأسمى المقامات في نطاق الكرامة والرعاية الإلهية . وهذا كلام صريح في خلاف التهمة التي يوجهها هذا الكاتب إلى العلامة السيد مرتضى من أنه يسخر من المرأة ؟ فكيف يجرأ على هذه النسبة إليه ؟ ! الجوانب الغيبية في حياة الزهراء ( ع ) تحدث القرآن الكريم عن كثير من الأمور المتعلقة بالغيب إجمالاً وتفصيلاً ، ونحن مدعوون للتزود من هذه الآيات ، للترقي في مدارج المعرفة ، كما أن الترقي في معرفة أهل البيت ( ع ) وعموم الأنبياء والأوصياء ( سلام اللَّه عليهم أجمعين ) ، طريق نحو الترقي في معرفة اللَّه تعالى واليقين به ، وهو موجب للازدياد في العمل كماً وكيفاً ، وذلك أمر راجحٌ ومطلوب من كل واحد من المكلفين بحسب طاقته ، ووسعه ، وإمكاناته الفكرية والعقلية والجسدية ، وهذا من مكملات الإسلام والإيمان .