ذكرتم في أحد كتبكم أن الزهراء ( ع ) بلغت ما بلغت من خلال الطرق الطبيعية ، فهل تلغون التدخل الغيبي واللطف الإلهي ؟ أجاب قائلاً : إن المقصود من الظروف الطبيعية ، هو مثل تربية النبي ( ص ) للزهراء ( ع ) ، وان أخلاقياتها وعناصر العظمة فيها كانت باختيارها ، ولم تكن حاصلة من أمر غيبي ليس منشؤه اختياريّاً ، ولا ينافي ذلك حصول بعض الكرامات لها وهي ما زالت جنيناً في بطن أمها ، أو نزول الملك عليها . وقد ذكرنا في ختام الحديث الذي يشير إليه السائل أن اللَّه أعطى لفاطمة لطفاً منه بحيث يرتفع بها إلى الدرجات العليا ، وهذا معنى العصمة ، وقد حذف بعضهم هذا المقطع من كلامي واقتطع منه الفقرة التي تحقق أهدافه . اختلاف كلمات السيد فضل اللَّه وبالمقارنة بين هذه الأحاديث الثلاثة التي نقلناها عن السيد فضل اللَّه ، يتبين من الحديثين الثاني والثالث ، أن للظروف الطبيعية تربية النبي ( صلى الله عليه و آله وسلَّم ) دخالتها في النمو الروحي والعقلي للسيدة الزهراء ( ع ) ، وغيرها من النسوة اللاتي ذكرن في الحديث ، وأن المقصود من عدم وجود عناصر غيبية هو أن أخلاقياتها وعناصر العظمة فيها كانت باختيارها . لكن الظاهر من الحديث الأول - وهو كلامه في تأملات اسلامية - خلاف ذلك ، ونحن لو أغمضنا عن هذا الاختلاف ، لنقبل من السيد فضل الله تفسيره لكلامه - مع ما في هذا التفسير من التعسف - لكن يستوقفنا قول سماحته في الحديث الثاني : إننا ذكرنا في ختام الحديث الذي ذكره السائل : أن اللَّه أعطى هؤلاء النساء - وكان الحديث عن مريم - لطفاً منه إلخ .