إذ كما هو واضح - وباعتراف السيد فضل الله نفسه - أن الحديث إنما كان عن مريم ( ع ) ، وليس عن باقي النسوة ، وذلك بعد استثنائها ( يعني مريم ( ع ) ) بالكلام ، باعتبار مزية الاصطفاء التي اختصها اللَّه بها في الحديث عنها في القرآن ، ومع هذا فما هو الوجه الصحيح لجعل الحديث عنهن جميعاً مع أنه حديث خاص بمريم ( ع ) . هذا واللطف الذي يتحدث عنه سماحته ، والذي هو موهبة من اللَّه تعالى تتمثل بالروح الذي أرسله إليها ، مخصوص بمريم عليها السلام في هذا الحديث ، ولا يشمل باقي النساء . يقول السيد فضل اللَّه في كتابه تأملات إسلامية ( ص 9 سطر 13 ) : وإذا كان اللَّه قد وجهها من خلال الملك الذي أرسله إليها ، فإن ذلك لا يمثل حالة غيبية في الذات ، بل يمثل لطفاً إليها في التوجيه العملي والتثبيت الروحي . فقول سماحته في جواب آية اللَّه العظمى الشيخ جواد التبريزي : إننا ذكرنا في ختام الحديث الذي ذكره السائل : أن اللَّه أعطى هؤلاء النساء - وكان الحديث عن مريم - لطفاً إلخ . ليس في محله ، بل هو مخالف لما هو مذكور في كتابه ، خصوصاً أنه يقول : « من خلال الروح الذي أرسله إليها » والذي قد عرفت أنه إشارة إلى قوله تعالى : ( فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً ) ولا ربط له بالعصمة . وهو الدليل الصارخ على أن المقصود ب « الملاحظة المخصِّصة بالاصطفاء » في كلام السيد فضل اللَّه [ في كتابه تأملات ] ، هو خصوص مريم ( ع ) ، دون غيرها ، فكيف يقول تارة : إن اللَّه أعطى هؤلاء النسوة لطفاً . . ؟ ! ويقول أخرى : إن اللَّه أعطى فاطمة لطفاً . . . ؟ ! هذا مع أن اللَّه تعالى طهر فاطمة ( ع ) كما طهر مريم ( ع ) . مع أن هذا اللطف - كما عرفت في كلام السيد فضل اللَّه - والذي هو