نام کتاب : الثابت والمتغير في المعرفة الدينية نویسنده : دكتور على العلي جلد : 1 صفحه : 156
ولكن كيف ندعو إلى سبيل الربّ ؟ قال : بالحكمة . إذن هناك ورد لا تحدّثوا الجهّال بالحكمة فتظلموها ، ولا تمنعوها عن أهلها فتظلموهم ، والمراد من الحكمة لعلّه هذه الحكمة التي وردت في هذه الآية الشريفة : * ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) * . هذه طرق ثلاثة ندب إليها القرآن الكريم عندما نريد أن نتكلّم ، وفي بيان كيفيّة الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ، أمّا أنّه نحن لماذا نستعمل الموعظة ؟ لماذا نستعمل القصّة ؟ ونستعمل الشعر ؟ ولماذا نستعمل الأمثلة ونحو ذلك ؟ تعال إلى الآية المباركة لنرى أنّها تحثّ على استعمال هذه الأساليب في إقناع الناس ، وفي الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى . وتمهيداً لذلك أشير إلى هذه النقطة ، وهي أنّه تارةً نريد أن نقنع الناس بالباطل عن طريق القصّة ، وأخرى نريد أن نقنع الناس بالحقّ عن طريق القصّة ، لا إشكال ولا شبهة أنّ الأوّل مذموم في الإسلام ، يعني أنت لا يجوز لك أن تقنع الناس بالباطل [1] بواسطة القصّة ، بل لا يجوز أن نقنعهم بالبرهان فضلاً عن الأدب والشعر ونحو ذلك ، هذه الطرق التي ندب إليها الإسلام وهي الحكمة والموعظة الحسنة
[1] بل لا يصحّ الإقناع بالباطل ذاته فضلاً عن الأسلوب .
156
نام کتاب : الثابت والمتغير في المعرفة الدينية نویسنده : دكتور على العلي جلد : 1 صفحه : 156