نام کتاب : الثابت والمتغير في المعرفة الدينية نویسنده : دكتور على العلي جلد : 1 صفحه : 157
والجدال بالتي هي أحسن ، هذه ندب إليها فيما يرتبط بإقناعهم بالحقّ . ولقد ذكرنا في أبحاثنا مراراً : أنّ المحقّق الطوسي ( يقول : إنّ الكلام لا بدّ أن تتميّز فيه خصوصيّتان ، أو إمتيازان : الخصوصيّة الأولى : أن يفهمه العوامّ ، فالعامّي عندما تتكلّم معه لا تتكلّم معه بوجود وماهيّة وانقلاب النسبة ، هذه الاصطلاحات لا يفهمها العامّي ، بل ينفر منها . الخصوصيّة الثانية : في الكلام أن لا يعترض عليه الخواصّ ، يعني أن يكون من الأمور المسلّمة ، التي أقيم عليها الدليل في محلّها ، ولكن أنت لا تحتاج لها عندما تعظ الناس ، أو تدعو الناس إلى سبيل الله سبحانه وتعالى ، أو أن تبيّن لهم تلك الأدلّة العقليّة ، بل يمكنك الاكتفاء بالموعظة الحسنة في سبيل الدعوة إلى الله ، ويمكنك الاكتفاء في سبيل الدعوة إلى الله بالجدال بالتي هي أحسن . إذن لا بدّ أن يكون المدّعى حقّاً في نفسه وقد أقيم عليه الدليل في محلّه ، ولكنّ القرآن الكريم يرى أنه : لا محذور في أنّك عندما تتكلّم مع الناس ، حينما تدعو إلى سبيل ربّك أن تدعو إلى سبيل ربّك إمّا بالحكمة أو تدعو إلى سبيل ربّك بالموعظة الحسنة ، أو تدعو إلى سبيل ربّك بالجدال بالتي هي أحسن .
157
نام کتاب : الثابت والمتغير في المعرفة الدينية نویسنده : دكتور على العلي جلد : 1 صفحه : 157