نام کتاب : نهاية المرام في علم الكلام نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 270
الخامس : لو كان الجوهر جنساً لكانت النفوس والعقول مركّبات ، فيكون العقل الصادر عن المبدأ الأوّل ابتداءً مركّباً ، والمبدأ واحد ، ( 1 ) فلا يصدر عنه أكثر من واحد . السادس : الجنس مقول على ما تحته بالتواطؤ ، والجوهر ليس كذلك فلا يكون الجوهر جنساً . والمقدمة الأُولى مسلّمة . وبيان الثانية : أنّ الجواهر المفارقة أولى بالجوهرية والاستغناء عن الموضوع من الأجسام ، وهي أولى بالجوهرية من الهيولى ( 2 ) . السابع : النفس الإنسانية جوهر مجرّد مفارق للمادة على ما يأتي ، وهي عالمة بنفسها ، وعلمها بنفسها لا يمكن أن يكون مكتسباً ، والحكماء اتفقوا عليه ، بل جعلوا ( 3 ) علمها بذاتها نفس ذاتها ، فكان يجب أن يكون العلم بجوهريتها حاصلاً لها دائماً أوّلياً ، ومعلوم أنّ الأمر بخلاف ذلك . لا يقال : علم الإنسان بوجود ذاته غير مكتسب ، فجاز أن يكون علمه بماهية نفسه مكتسباً ، والجوهرية إنّما تقوّم ماهية النفس لا وجودها ، وإذا كان علمها بماهيتها مكتسباً جاز أن يكون العلم بجوهريتها مكتسباً . لأنّا نقول : هذا لا يتأتى ( 4 ) على رأي الحكماء ، لأنّهم اتفقوا على أنّ علم الإنسان بنفسه هو نفس نفسه ، إذ لو كان زائداً على نفسه لوجب أن تحلّ في نفسه صورة مساوية لنفسه فيجتمع المثلان . وإذا كان كذلك وجب أن يكون علمه بذاته هو نفس حضور ذاته لذاته ، فعلم الإنسان بحقيقته يجب أن يكون حاضراً أبداً ، ويرد الإشكال ( 5 ) .
1 . أي الباري جلّ شأنه . 2 . فالجوهر مقول بالتشكيك والذاتي لا يكون كذلك . 3 . وعبّر الرازي ب « زعموا » . 4 . ق : « لا ينافي » . 5 . أي وإذا كان كذلك يرد الإشكال .
270
نام کتاب : نهاية المرام في علم الكلام نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 270