نام کتاب : نهاية المرام في علم الكلام نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 228
وأنَّ إِباءهم عن إطلاق لفظ القديم عليها ليس بحقيقي ( 1 ) . وأمّا الفلاسفة فلم يذهبوا إلى : أنّ الأزليّ يستحيل أن يكون فعلاً لفاعل مختار ، بل ذهبوا إلى : أنّ الفعل الأزليّ يستحيل أن يصدر إلاّ عن فاعل أزليّ تامّ في الفاعليّة ، وأنَّ الفاعل الأزليّ التام في الفاعليّة يستحيل أن يكون فعله غير أزليّ ، ولمّا كان العالم عندهم فعلاً ( 2 ) أزليّاً أسندوه إلى فاعل أزليّ تامّ في الفاعليّة ، وذلك في علومهم الطبيعية ( 3 ) . وأيضاً لما كان المبدأ الأوّل عندهم أزليّاً تامّاً في الفاعليّة ، حكموا بكون العالم الذي هو فعله أزليّاً ، وذلك في علومهم الإلهيّة ، ولم يذهبوا أيضاً إلى أنّه ليس بقادر مختار ، بل ذهبوا إلى أنّ قدرته واختياره لا يوجبان كثرة في ذاته ( 4 ) ، وأنّ فاعليته ليست كفاعليّة المختارين من الحيوانات ( 5 ) ، ولا كفاعليّة المجبورين من ذوي الطبائع الجسمانية ( 6 ) . وفرق بين الاختيار الذي يثبته الحكماء والذي يثبته المتكلّمون ، لأنّ الحكماء يقولون : إنّه مختار بمعنى وجوب صدور الفعل عنه دائماً ، والمتكلّمون ينفون دوام الصدور عنه ، ويقول بعضهم بوجوب الصدور نظراً إلى قدرته وإرادته ، وبعضهم ينفي وجوب الصدور عنه ( 7 ) أصلاً ، ويقولون : إنّه يختار أحَدَ الطرفين المتساويين على الآخر لا لمرجّح ( 8 ) .
1 . نقد المحصل : 124 . 2 . في النسخ : « فعلياً » والصحيح ما أثبتناه طبقاً للسياق . 3 . فابتدؤا من أزلية العالم واثباتها ، ثمّ استفادوا منها أزلية الباري تعالى . 4 . أي إنّهما كسائر الصفات ، عين ذاته تعالى . 5 . بأن يكون الاختيار زائداً على الذات . 6 . كفاعلية النار ، شرح الإشارات 3 : 82 . 7 . في النسخ : « عنهم » وأصلحناها من المصدر . 8 . نقد المحصل : 125 .
228
نام کتاب : نهاية المرام في علم الكلام نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 228