responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية الحكمة نویسنده : السيد محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 231

إسم الكتاب : نهاية الحكمة ( عدد الصفحات : 393)


ولما بين الغاية والحركة من الارتباط والنسبة الثابتة كان بينهما نوع من الاتحاد ، ترتبط به الغاية بالمحرك كمثل الحركة ، كما ترتبط بالمتحرك كمثل الحركة .
ثم إن المحرك إذا كان هو الطبيعة وحركت الجسم بشئ من الحركات العرضية الوضعية والكيفية والكمية والأينية مستكملا بها الجسم ، كانت الغاية هو التمام الذي يتوجه إليه المتحرك بحركته وتطلبه الطبيعة المحركة بتحريكها . ولولا الغاية لم يكن من المحرك تحريك ولا من المتحرك حركة . فالجسم المتحرك مثلا من وضع إلى وضع إنما يريد الوضع الثاني ، فيتوجه إليه بالخروج من الوضع الأول إلى وضع سيال يستبدل به فردا آنيا إلى فرد مثله حتى يستقر على وضع ثابت غير متغير فيثبت عليه ، وهو التمام المطلوب لنفسه ، والمحرك أيضا يطلب ذلك .
وإذا كان المحرك فاعلا علميا لعلمه دخل في فعله كالنفوس الحيوانية والإنسانية ، كانت الحركة بما لها من الغاية التي هو التمام مرادة له ، لكن الغاية هي المرادة لنفسها والحركة تتبعها ، لأنها لأجل الغاية كما تقدم [1] ، غير أن الفاعل العلمي ربما يتخيل ما يلزم الغاية أو يقارنها غاية للحركة فيأخذه منتهي إليه للحركة ويوجد بينهما تخيلا فيحرك نحوه ، كمن يتحرك إلى مكان ليلقى صديقه أو يمشي إلى مشرعة لشرب الماء ، وكمن يحضر السوق ليبيع ويشتري .
هذا كله فيما كان الفعل حركة عرضية طبيعية أو إرادية . وأما إذا كان فعلا جوهريا ، كالأنواع الجوهرية ، فإن كان من الجواهر التي لها تعلق ما بالمادة فسيأتي إن شاء الله [2] أنها جميعا متحركة بحركة جوهرية ، لها وجودات سيالة تنتهي إلى وجودات ثابتة غير سيالة تستقر عليها ، فلها تمام هو وجهتها التي توليها ، وهو مراد عللها الفاعلة المحركة لنفسه ، وحركاتها الجوهرية مرادة لأجله ، وإن كان الفعل من الجواهر المجردة ذاتا وفعلا عن المادة فهو لمكان فعلية وجوده وتنزهه عن القوة لا ينقسم إلى تمام ونقص كغيره ، بل هو تمام في نفسه ، مراد



[1] في ابتداء هذا الفصل .
[2] في الفصل الثامن من المرحلة التاسعة .

231

نام کتاب : نهاية الحكمة نویسنده : السيد محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست