فان فهمت ، أبنت [1] لك عن المقصود بالإنسان . فانظر الى عزّته بالأسماء الحسنى و طلبها ايّاه . فمن طلبها ايّاه [2] تعرف عزّته ، و من ظهوره بها تعرف ذلَّته . فافهم . و من هاهنا [3] يعلم [4] أنّه نسخة من الصورتين : الحق و العالم . ( 2 ) فص حكمة نفثية في كلمة شيثية اعلم أنّ أعطيات [5] الحقّ سبحانه على أقسام : منها أنّه يعطى لينعم خاصّة من اسمه « الوهّاب » ، و هي على قسمين : هبة ذاتيّة و هبة أسمائيّة . فالذاتيّة لا تكون الَّا بتجلّ [6] . و أما الأسمائية ، فتكون مع الحجاب . و لا يقبل القابل هذه الأعطية الَّا بما هو عليه من الاستعداد ، و هو قوله : « أَعْطى [7] كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَه » . فمن ذلك الاستعداد . و [8] قد يكون العطاء عن سؤال بالحال ، لا بدّ منه ، أو عن سؤال بالقول . و السؤال بالقول على قسمين : سؤال بالطبع ، و سؤال امتثال للأمر الإلهي و سؤال بما يقتضيه [9] الحكمة و المعرفة ، لأنّه أمير مالك يجب عليه أن يسعى في ايصال كلّ ذى حقّ الى حقّه ، مثل قوله ، « انّ لأهلك عليك حقّا و لنفسك و لعينك و لزورك » الحديث . ( 3 ) فص حكمة سبوحية في كلمة نوحية التنزيه من المنزّه تحديد للمنزّه ، إذ قد ميّزه عمّا لا يقبل التنزيه . فالإطلاق لمن يجب له هذا الوصف تقييد . فما ثمّة [10] الَّا مقيّد أعلاه باطلاقه . و اعلم أنّ الحق الذي طلب [11] أن يعرفوه هو ما جاءت به ألسنة الشرائع في وصفه . فلا يتعدّاه عقل . و [12] قبل ورود الشرائع ، فالعلم به سبحانه [13] تنزيهه عن سمات الحدوث . فالعارف صاحب معرفتين [14] : معرفة قبل ورود الشرائع و معرفة تلقّاها من الشارع [15] . و لكنّ شرطها أن يردّ علم ما جاءت به الى الله سبحانه [16] . فان كشف
[1] ابنت : فقد ابنت [2] فمن طلبها إياه : [3] هاهنا : هنا [4] يعلم : تعلم [5] اعطيات : عطيات [6] بتجل : بتجل للأسماء [7] اعطى : و اعطى [8] و : - [9] يقتضيه : تقتضيه [10] ثمة : ثم [11] طلب : طلب من العباد [12] و : - [13] سبحانه : - [14] معرفتين : معرفتين باللَّه [15] الشارع : الشرائع [16] سبحانه : -