نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي جلد : 1 صفحه : 273
مراده جزاء له . و لهذا ، أي لأنّ قومه أضاعوه ، قال النبي صلَّى الله عليه و سلم في حق ابنته حين جاءت إليه صلَّى الله عليه و سلم بعد البعثة ، « مرحبا بابنة نبى أضاعه قومه » ، انتهى الحديث . و يقول الشيخ رضى الله عنه ، و ما أضاعه الا بنوه ، حيث لم يتركوا الناس المؤمنين ينبشونه لما يطرأ على العرب من العار المعتاد فيما بينهم لحميتهم الجاهلية . و قصّته أنّه كان مع قومه يسكنون بلاد عدن . فخرجت نار عظيمة من مغارة ، فأهلكت الزرع و الضرع ، فالتجأ إليه قومه . فأخذ خالد يضرب تلك النار بعصاه حتّى رجعت هاربة منه إلى المغارة التي خرجت منها . ثمّ قال لأولاده ، « إنّى أدخل المغارة خلف النار حتّى أطفئها » . و أمرهم أن يدعوه بعد ثلاثة أيّام تامّة ، فانّهم إن نادوه قبل ثلاثة أيّام ، فهو يخرج و يموت . و إن صبروا ثلاثة أيّام ، يخرج سالما . فلمّا دخل ، صبروا يومين . و استفزّهم الشيطان ، فلم يصبروا تمام ثلاثة أيّام ، فظنّوا أنّه هلك . فصاحوا به ، فخرج عليه السلام من المغارة ، و على رأسه ألم حصل من صياحهم . فقال ، « ضيّعتمونى و أضعتم قولى و وصيتى » . و أخبرهم بموته و أمرهم أن يقبروه و يرقبوه أربعين يوما ، فانّه يأتيهم قطيع من الغنم ، يقدمها حمار أبتر مقطوع الذنب . فإذا حاذا قبره و وقف ، فلينبشوا عليه قبره ، فانّه يقوم و يخبرهم بأحوال البرزخ و القبر عن يقين و رؤية . فانتظروا أربعين يوما ، فجاء القطيع ، و يقدمه حمار أبتر . فوقف حذاء قبره . فهمّ مؤمنو قومه أن ينبشوا عليه . فأبى أولاده خوفا من العار ، لئلَّا يقال لهم ، « أولاد المنبوش » . فحملتهم الجاهلية على ذلك ، فضيّعوا وصيته و أضاعوه .
273
نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي جلد : 1 صفحه : 273