نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي جلد : 1 صفحه : 251
< فهرس الموضوعات > معنى كفاره ( ع ) < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > انواع بلاها ومحنتهاي انبياء واولياء ( ع ) < / فهرس الموضوعات > و جعلت الكفارة و شرعت في أمة محمد صلَّى الله عليه و سلَّم لتسترهم الكفّارة عما يعرض لها ، أي لهذه الأمّة ، و يتوجّه إليها من العقوبة الواقعة في مقابلة الحنث في الأيمان . و فيه إشارة إلى أنّ الكفّارة من « الكفر » بمعنى الستر ، سمّيت بها لأنّها تستر الحالف و تحفظه عمّا يعرض له من عقوبة الحنث . و الكفارة عبادة مأمور بها . و الامر بها قبل الحنث أمر بالحنث ، ضرورة توقّف تحقّقها على تحقّقه فيكون الحنث أيضا مأمورا به ، لكن إذا رأى الحالف خيرا مما حلف عليه ، فراعى الله سبحانه الايمان ، أي راعى حقّها لاشتمالها على ذكره تعالى حيث شرع الكفّارة المانعة عن أن يعرض للحالف ، عقوبة . و ان كان الحالف في معصية [1] بسبب الحنث ، فانّه ، أي الحالف ، ذاكر لله في يمينه ببعض الأعضاء . فيطلب العضو الذاكر منه - و هو اللسان - نتيجة ذكره إياه سبحانه من الرحمة و الثواب و حفظه مع سائر الأجزاء من العقاب ، فانّه بالجزء الذاكر يحفظ باقى الأجزاء ، كما يحفظ العالم بوجود الكامل ، الذي يعبد الله في جميع أحواله ، فكما أنّ الدنيا لا تخرب ، و لا يستأصل ما فيها ، ما دام الكامل فيها ، فكذلك وجود العالم الإنساني يكون محفوظا بالعناية الإلهية ما دام جزء منه ذاكرا للحق سبحانه . و كونه ، أي كون الحالف ، في معصية أو طاعة حكم آخر لا يلزم العضو الذاكر منه ، أي من ذلك الحكم ، شيء من عقوبة و مثوبة فانّ الإنسان - من حيث أنّه مركَّب من حقائق مختلفة روحانية أو جسمانية - كثير ليس أحدى العين ، و إن كان من حيث كلَّه المجموعى أحديا . و ما يلزم من طاعة جزء ما و معصيته طاعة جزء آخر و معصيته . اعلم أنّ البلايا و المحن التي تلحق بالأنبياء و الأكابر من أهل الله تنقسم إلى ثلاثة أقسام ، لكل قسم منها موجب و حكم و ثمرة : فتارة تكون بالنسبة إلى البعض مصاقل لقلوبهم و متمّمات لاستعداداتهم الوجودية المجعولة ، ليتهيّئوا بتلك الأمور لقبول ما يتمّ به لهم أذواق مقاماتهم التي حصّلوها ، و لم يكمل لهم التحقّق بها . فيكون تلبّسهم بتلك المحن سببا لاستيفائهم ذوق مقامهم الناقص و ترقّيهم فيه إلى ذروة سنامه