نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي جلد : 1 صفحه : 239
أعطى التصرّف في أنواع الموجودات ، كما أشار إليه رضى الله عنه بقوله ، ترجيع الجبال و ترديدها أصواتها معه ، أي مع داود عليه السلام ، بالتسبيح ، بحيث كلَّما كان يرجّع التسبيح و يردّد صوته به ، كانت الجبال ترجّعه و تردّد أصواتها به . و كذلك ترجيع الطير معه بالتسبيح يؤذن بالموافقة ، أي بموافقة هذين النوعين و انقيادهما له . و الوجه في تخصيص هذين النوعين بالموافقة و المتابعة هو أنّهما أشدّ أنواع الأكوان ترفّعا على الإنسان و علوّا عليه و إباء لقبول الإذعان له ، لغلبة القساوة و الخفّة فيهما . و بيّن أنّ كلَّا منهما يمنع الانقياد و قبول التصرّف : أمّا الأوّل ، فلإفراطها في طرف الكثافة العاصية عن القبول . و أمّا الثاني ، فلتفريطه في طرف الخفّة و عدم استقراره بين يدي الفاعل عند التأثّر و القبول . و بيّن أنّ الطرفين ، مع غلوّ إبائهما و علوّ هما على الإنسان ، إذا دخلا في انقياده و موافقته ، فموافقة الإنسان - الذي هو ممّا في أواسطهما ممّا يقرب إلى حدّ الاعتدال - له ، أي لداود ، أولى و أحرى ، ضرورة أنّ رقيقة نسبته إلى الإنسان أوثق و أظهر . و لا يخفى على الواقف المستبصر أنّ تأويل الجبال و الطير هاهنا ب « العظام » و « القوى » لا يوافق كمال خلافة داود عليه السلام و انقياد البرية له و تسلَّطه عليها . ثمّ هذا المعنى و إن كان له وجه في حدّه عند الكلام على الحكم الأنفسية ، لكن لا يوافق المقصود ، فانّه في صدد تسخير الأكوان الآفاقية له على ما هو من خصائص خلافته عليه السلام .
« 1 » وهب : ذهب JD
239
نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي جلد : 1 صفحه : 239