( 24 ) فص حكمة امامية في كلمة هارونية هارون لموسى بمنزلة نوّاب محمّد [1] بعد انفصاله الى ربّه . فلينظر الوارث من يرث [2] و فيما استنيب . فتعينه صحّة ميراثه ليقوم فيه مقام ربّ المال ، فمن كان على أخلاقه في تصرّفه ، كان كأنّه هو . ( 25 ) فص حكمة علوية في كلمة موسوية سرت اليه حيوة كلّ من قتله فرعون من أجله . ففراره لمّا خاف انّما كان لإبقاء حيوة المقتولين ، فكأنّه فرّ [3] في حق الغير . فأعطاه الله الرسالة و الكلام و الامامة ، التي هي الحكم . كلَّمه الله تعالى [4] في عين [5] حاجته لاستفراغ همّه فيها . فعلمنا أن الجمعية مؤثّرة . و هو الفعل بالهمّة . و لمّا علم [6] من علم مثل هذا ، ضلّ عن طريق هداه حين اهتدى غيره به . فأقامه مقام القرآن في المثل المضروب ، فقال تعالى [7] ، « يُضِلُّ به كَثِيراً وَيَهْدِي به كَثِيراً وَما يُضِلُّ به إِلَّا الْفاسِقِينَ » . و هم الخارجون عن طريق الهدى ، الذي هو [8] فيه . ( 26 ) فص حكمة صمدية في كلمة خالدية جعل آيته بعد انتقاله الى ربّه . فأضاع الآية [9] و أضاع قومه ، فأضاعوه . و لهذا قال النبىّ [10] صلى الله عليه و سلم في ابنته ، « مرحبا بابنة [11] نبىّ أضاعه قومه » . و ما أضاعه الَّا بنوه ، حيث لم يتركوا الناس ينبشونه لما يطرأ على العرب من العار المعتاد . ( 27 ) فص حكمة فردية في كلمة محمدية معجزته القرآن . و الجمعيّة اعجاز على أمر واحد لما هو الإنسان عليه من الحقائق المختلفة ، كالقرآن بالآيات المختلفة ، بما هو كلام الله مطلقا و بما هو كلام الله و حكاية الله . فمن كونه كلام الله مطلقا هو معجز ، و هو الجمعيّة . و على هذا يكون جمعية الهمّة .
[1] محمد : محمد صلى اللَّه عليه و سلم [2] يرث : ورت [3] فر : - [4] تعالى : - [5] عين : غير [6] لما علم : لما علم علم [7] تعالى : - [8] هو : - [9] الاية : الآية [10] النبي : - [11] بابنة : بابنته +