الحق « شأنا » ، كما أخبر سبحانه عن نفسه [ 71 ] - يخالف ظهوره في المرتبة الأخرى و يتبع كلّ ظهور من حيث كل شأن من الأسماء و الأوصاف و الأحوال و الأحكام به مقدار سعة ذلك الشأن و تقدّمه على غيره من الشؤون . فكل ما يرى و يدرك بأىّ نوع كان من أنواع الإدراك ، فهو حق ظاهر بحسب شأن من شئونه القاضية بتنوّعه و تعدّده ظاهرا من حيث المدارك ، التي هي أحكام تلك الشؤون ، مع كمال أحديته في نفسه - أعنى الاحدية التي هي منبع لكل وحدة و كثرة و بساطة و تركيب و ظهور و بطون . و لواحد منهم قدّس الله أسرار هم : در باغ اگر چه لالهء خودرو بود * سرو و سمن و نسترن خوشبو بود در بحر اگر چه موج تو بر تو بود * چون نيك بديدم آن همه خود او بود وصل اعلم أن الوجود ، كما أنّه من حيث حقيقته واحد غير منقسم ، فكذلك من حيث صورته هو واحد مصمت . و الفواصل [ 72 ] المعدّدة لهذه الصورة العامّة الوجودية المشار إليها المشهودة للكل معان مجردة يظهر أثرها ، لا عينها . و الظاهر العين ليس إلَّا صورة واحدة و طلسة واحدة ، لا يحكم عليها بالانقسام إلَّا من حيث أحكام هذه المعاني المحدثة للتمييز و المظهرة للتعدّد في الأمر الواحد الغير المنقسم في ذاته انقسام تجزئة و تبعيض . فالوجود رقّ واحد منشور ، و الفواصل برازخ معقولة ذات أحكام مشهودة بعينها . و هذه الفواصل البرزخية هي الشؤون الإلهية ، و هي على قسمين : تابعة و متبوعة . و المتبوعة على قسمين : متبوعة تامّة الحيطة و غير تامّة . فالتابعة أعيان العالم . و المتبوعة التي ليست تامّة الاحاطة هي أجناس العالم و أصوله و أركانه و إن شئت ، سمّها « الأسماء التالية التفصيلية » ، و أنت صادق . و المتبوعة التامّة الحيطة و الحكم أسماء الحق و صفاته . و في التحقيق الأوضح ، فالجميع شئونه و أسماء شئونه و أسماؤه من حيث هو ذو شأن أو ذو شئون .