فتسميته « واحدا » هو باعتبار معقولية تعيّنه الأوّل بالحال الوجودي بالنسبة إليه إذ ذاك ، لا بالنسبة إليه من حيث تعيّن ظهوره في شأن من شئونه و بحسبه . و تسميته « ذاتا » هو باعتبار ظهوره في حالة من أحواله التي تستلزم تبعية الأحوال الباقية لها و أحواله ، و إن كانت - كما قلنا - بعضها تابعة و بعضها متبوعة ، و حاكمة و محكومة ، فانّ كلَّا منها من وجه له الكل ، بل هو عينه . و تسميته « الله » هو باعتبار تعينّه في شأنه الحاكم فيه على شئونه القابلة منه أحكامه و آثاره . و تسميته « الرحمن » عبارة عن انبساط وجوده المطلق على شئونه الظاهرة بظهوره فانّ الرحمة نفس الوجود ، و « الرحمن » الحق من كونه وجودا منبسطا على كل ما ظهر به ، و من حيث كونه أيضا - باعتبار وجوده - له كمال القبول لكل حكم في كل وقت بحسب كل مرتبة و حاكم على كل حال . و تسميته « رحيما » هو من كونه مخصّصا و محصّصا ، لأنّه خصّص بالرحمة [ 73 ] العامّة كل موجود ، فعمّ تخصيصه . و ظهوره سبحانه من حيث الحال المستلزمة الاستشراف على الأحكام المتّصلة من بعضها بالبعض تبعية و متبوعية و تأثيرا و تأثّرا - كما قلنا - و اجتماعا و افتراقا بتناسب و تباين و اتّحاد و اشتراك يسمّى « علما » و هو من تلك الحيثية ، و باعتبار كونه مدركا نفسه و ما انطوت عليه في كل حال و بحسبه ، سمّى نفسه « عالما » . و السريان الذاتي الشرطي من حيث التنزّه عن الغيبة و الحجبة و دوام الإدراك المتعدّى حكمه إلى سائر الشؤون يسمّى « حيوة » و هو « الحي » بهذا الاعتبار . و الميل المتّصل من بعض الشؤون بسرّ الارتباط بشؤون أخر بموجب حكم المناسبة الثابتة في البين ، المرجّحة تغليب بعض الشؤون على البعض و إظهار التخصيص الثابت في الحالة المسمّاة « علما » لتقدّم ظهور بعض الشؤون على البعض يسمّى « ارادة » و هو من حيثها يكون « مريدا » .