يقول بالامتياز بينهما و يثبت الغير و السوي . و من نظر على البحر و عرف أنّها أمواجها ، و الأمواج لا تحقّق لها بأنفسها ، قائل بأنّها أعدام ظهرت بالوجود فليس عنده إلَّا الحق سبحانه ، و ما سواه عدم يخيّل أنّه موجود متحقّق . فوجوده خيال محض ، و المتحقّق هو الحق ، لا غير . لذلك قال الجنيد قدّس سرّه ، « الآن كما كان » ، عند سماعه حديث رسول الله صلَّى الله عليه و سلَّم ، « كان الله ، و لم يكن معه شيء » . و لله درّ الشيخ مؤيّد الدين الجندي حيث قال ، « البحر بحر على ما كان في قدم * إنّ الحوادث أمواج و أنهار لا يحجبنّك أشكال تشاكلها * عمّن تشكَّل فيها فهي أستار » موجهائى كه بحر هستى راست * جمله مر آب را حباب بود گر چه آب و حباب باشد دو * در حقيقت حباب آب بود پس از اين روى هستى اشيا * راست چون هستى سراب بود وصل الوجود العارض للممكنات المخلوقة ليس بمغاير للوجود الحق الباطن المجرّد عن الأعيان و المظاهر ، إلَّا بنسب و اعتبارات ، كالظهور و التعيّن و التعدّد الحاصل بالاقتران و قبول حكم الاشتراك و نحو ذلك من النعوت التي تلحقه بواسطة التعلَّق بالمظاهر . فللوجود اعتباران : أحدهما من حيث كونه وجودا فحسب ، و هو الحق . و إنّه من هذا الوجه لا كثرة فيه و لا تركيب و لا صفة و لا نعت و لا اسم و لا رسم و لا نسبة و لا حكم ، بل ، وجود بحت . و الاعتبار الآخر من حيث اقترانه بالممكنات و شروق نوره على أعيان الموجودات . و هو سبحانه إذا اعتبر تعيّن وجوده مقيّدا بالصفات اللازمة لكل متعيّن من الأعيان الممكنة ، فانّ ذلك التعيّن و التشخّص يسمّى « خلقا » و « سوى » ، و ينضاف إليه سبحانه إذ ذاك كلّ وصف ، و يسمّى بكل اسم و يقبل كلّ حكم و يتقيّد بكل رسم و يدرك بكل مشعر من بصر و سمع و عقل و فهم . لي حبيب قد يسمّى باسم كلّ من يسمّى * فأنا عن ذاك أكنى في صريح أو معمّى