في العالم الروحاني ليس كظهوره في العالم الجسماني ؟ فانّه في الأوّل بسيط فعلى نورانى و في الثاني ظلمانى انفعالى تركيبى . فانبعث انبعاثا إراديّا إلى المظهر الكلى و الكون الجامع الحاصر للأمر الإلهي ، و هو الإنسان الكامل فانّه الجامع بين مظهرية الذات المطلقة و بين مظهرية الأسماء و الصفات و الأفعال بما في نشأته الكلية من الجمعية و الاعتدال و بما في مظهريته من السعة و الكمال . و هو الجامع أيضا بين الحقائق الوجوبية و نسب الأسماء الإلهية و بين الحقائق الامكانية و الصفات الخلقية . فهو جامع بين مرتبتى الجمع و التفصيل ، محيط بجميع ما في سلسلة الوجود ، ليظهر فيه بحسبه و يدرك ذاتها حسب ما ذكرنا من الحيثية الشريفة الجامعة و الجهة الكاملة . وصل الحقيقة الانسانية الكمالية حاصرة لجميع المظاهر في كل المراتب : فانّ المرتبة الأولى - أعنى التعيّن الأوّل - يوجد فيها العلم بالذات و بسائر الصفات و التعيّنات و الماهيات علما إجماليا غير تفصيلى . و في المرتبة الثانية - أعنى التعيّن الثاني - يوجد فيها العلم بالجميع علما تفصيليا . و في سائر المراتب - أعنى المرتبة الروحانية و المثالية و الحسيّة - توجد تلك المعاني وجودا عينيا تفصيليا . و في المرتبة الانسانية الكمالية يوجد جميع ما في هذه المراتب ، لاشتمالها