الماهية و نفسها حتّى يتصوّر توسّط جعل بينها ، فيكون إحداهما مجعولة تلك الأخرى . و كذا لا يتصوّر تأثير الفاعل في الوجود بمعنى جعل الوجود وجودا بل ، تأثيره في الماهية باعتبار الوجود ، بمعنى أنّه يجعلها متّصفة بالوجود ، لا بمعنى أنّه يجعل اتّصافها موجودا متحقّقا في الخارج فانّ الصبّاغ مثلا إذا صبغ ثوبا ، فانّه لا يجعل الثوب ثوبا و لا الصبغ صبغا بل ، يجعل الثوب متّصفا بالصبغ في الخارج ، و إن لم يجعل اتّصافه به موجودا في الخارج . فليست الماهيات في أنفسها مجعولة ، و لا وجوداتها أيضا في أنفسها مجعولة بل ، الماهيات في كونها موجودة مجعولة . و هذا المعنى ممّا لا ينبغي أن ينازع فيه . و لا منافاة بين نفى المجعولية عن الماهيات بالمعنى الذي ذكرناه أوّلا و بين إثباتها لها بما بيّنّاه آنفا . فالقول بنفي المجعولية مطلقا و بإثباتها كلاهما صحيح إذا حملا على ما صوّرناه . وصل حضرت ذو الجلال و الإفضال در أزل آزال ذات خود را به ذات خود مىدانست . و قد أفادوا ذلك بقولهم ، « تجلَّى بذاته لذاته » . و به همان دانستن هر چه از آغاز آفرينش باز پرتو هستى بر آن افتاده يا خواهد افتاد إلى أبد الآباد ، در اين جهان يا در آن جهان ، حتّى المحسوسات ، مجموع مىدانست زيرا كه حقيقت حق [ 36 ] سبحانه عبارت از تعيّنى است كلى كه جامع جميع تعيّنات كليه و جزويه ازليه و ابديه است ، كه آن را « تعيّن اوّل » گويند . پس علم او به تعيّنات نامتناهى به عين علم او باشد به ذات خودش . و چون أشياء را بأسرها در ضمن علم او به ذات او معلوميتى اندراج داشته ، هر آينه از آن هر چه به ظهور آيد چنان و چندان تواند بود كه اقتضاء آن معلوميت ضمنى بود زيرا كه آن فرع معلوميت ذات مقدّسه از تغيّر و تبدّل است ازلا و ابدا ، و اقتضاء مضاف به معلوميت فرع راجع به اصل . و اين مقتضيات آبى از تناهي مذكوره است . « اجنهء أشياء در مشيمهء مشيّت اولى » و همان است كه به عرف صوفيه ياد از آن