< فهرس الموضوعات > فصل ( 3 ) اعيان ثابته < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > اعيان غير مجعول اند ( ع ) < / فهرس الموضوعات > فصل ( 3 ) الأعيان الثابتة - و هي التي يسمّيها الحكماء « ماهيّات » - غير مجعولة . فقال بعضهم ، نفى مجعوليّتها إنّما هو من حيث أنّها صور علمية ، « لأنّها حينئذ معدومة في الخارج ، و المجعول لا يكون إلَّا موجودا كما لا يوصف الصور العلمية و الخيالية التي في أذهاننا بأنّها مجعولة ما لم توجد في الخارج . . . فالجعل إنّما يتعلَّق بها بالنسبة إلى الخارج » . و هاهنا بحث حاصله أنّ الماهية الممكنة كما أنّها محتاجة إلى الفاعل في وجودها الخارجي ، كذلك محتاجة إليه في وجودها العلمي ، سواء كان ذلك الفاعل مختارا أو موجبا . فالمجعولية - بمعنى الاحتياج إلى الفاعل - من لوازم الماهية الممكنة مطلقا ، فانّها أينما وجدت كانت متّصفة بهذا الاحتياج ، سواء كان اتّصافها به بيّنا أو غير بيّن . و إن فسّر المجعولية بأنّها الاحتياج إلى الفاعل في الوجود الخارجي ، كان الكلام صحيحا ، و التقييد تكلَّفا . [ 35 ] فالصواب أن يقال ، المراد بكون الماهيات غير مجعولة أنّها في حدّ أنفسها لا يتعلَّق بها جعل جاعل و تأثير مؤثّر . فانّك إذا لاحظت ماهية السواد مثلا ، و لم تلاحظ معها مفهوما سواها ، لم يعقل هناك جعل إذ لا مغايرة بين