responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي    جلد : 1  صفحه : 267


و فحواها إلَّا أهل الكشف و الشهود . و النبي الرسول إنّما أخذ العلم عن الله ، لا عن المنقول . فالورث الحقيقي إنّما هو في الأخذ عن الله ، لا عن المنقول .
قال سلطان العارفين أبو يزيد البسطامي رضى الله عنه لبعض علماء الرسول و نقلة الأحكام و الآثار و الأخبار ، « أخذتم علمكم ميتا عن ميت ، و أخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت » . و كذا الحال في الأحوال و المقامات . فمن لم يأخذها عن الله كما أخذ الأوّلون عنه تعالى ، بل حفظ كلماتهم و مقالاتهم و روى عنهم ، فليس وارثا على الحقيقة ، بل بالمجاز .
فمن كان من الأولياء الوارثين على أخلاقه ، أي على أخلاق النبي المورّث و صفاته ، في تصرفه فيما يرثه بإعطائه غيره أو في الخلق بالإرشاد و التكميل ، كان ذلك الولى الوارث كأنه هو ذلك النبي المورّث بعينه ، كما قال عليه السلام ، « علماء أمّتى كأنبياء بنى إسرائيل » .
اعلم أنّ الأولياء الوارثين يأخذون العلوم و الأحوال و المقامات عن أرواح الأنبياء الذين كانوا فيها قبلهم . و يصل إمداد هؤلاء من أرواحهم و منهم من يأخذها - كما ذكرنا - عن الله ، إمّا في موادّ تلك الرسل و الأنبياء أو في الحضرات الإلهية . و الوارث المحمّدى يأخذ العلوم النبوية عن روح رسول الله صلَّى الله عليه و سلم بحسب نسبته منه . و الأعلى يأخذ عن الله في الصورة المحمّدية أو عن روح خاتم الولاية الخاصّة المحمّدية أو عن الله فيه كذلك . فالمقامات الإلهية و الأحوال و العلوم معمورة أبدا بعد الأنبياء بالورثة المحمّديين و غير المحمّديين . و يسمّيهم المحقّق « أنبياء الأولياء » ، كما أشار إلى ذلك رسول الله صلَّى الله عليه و سلم بقوله ، « علماء أمّتى كأنبياء بنى إسرائيل » ، و في رواية ، « أنبياء بنى إسرائيل » ، بلا كاف التشبيه . و الروايتان صحيحتان . فالآخذون عن أرواح الرسل من كونهم رسلا ليست علومهم و أحوالهم و مقاماتهم جمعية أحدية محيطة . و الآخذون علومهم عن الله في الصورة المحمّدية الختمية هم الكمّل من أقطاب المقامات . و أكمل الكمّل وراثة أجمعهم و أوسعهم إحاطة بالمقامات و العلوم و الأحوال و المشاهد ، و هو خاتم الولاية الخاصّة المحمّدية في مقامه الختمى . فوراثته أكمل الوراثات في الكمال و السعة و الجمع و الاحاطة لعلوم رسول الله صلَّى الله عليه و سلم و أحواله و مقاماته و أخلاقه ، و يطابقه في الجميع .

267

نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي    جلد : 1  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست