نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي جلد : 1 صفحه : 242
پس اگر بالفرض به جاى مفارقت شيوهء مواصلت پيش بردى و در مقام غضب طريق رضا و خشنودى سپردى ، شرف و قدر آن را كه دانستى ، و قياس يمن و بركت آن كه توانستى ؟ < شعر > زان ماه چو خشم و ناز موزون باشد بنگر كه رضا و مرحمت چون باشد < / شعر > فظن يونس عليه السلام با لله سبحانه خيرا ، كما أخبر سبحانه عنه بقوله ، « فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْه » ، أي لن نضيّق عليه في مهاجرته قومه من غير انتظار لأمر الله . فنجاه الله سبحانه من الغم ببركة ذلك الظنّ . و كذلك ينجى الله سبحانه المؤمنين ، يعنى المؤمنين الصادقين في أحوالهم ، كصدق يونس عليه السلام في حاله ، أعنى الغضب في الله . و من لطفه سبحانه و عنايته به عليه السلام أنبت « عَلَيْه شَجَرَةً من يَقْطِينٍ » ، أي الدّبّاء ، فانّ من فوائد الدبّاء أنّ الذباب لا يجتمع عنده . فكان يستظلّ بها إذ خرج من بطن الحوت و نبذ بالعراء ، كالفرخ الذي ليس عليه ريش . فلو نزل عليه الذباب ، آذاه . ثمّ إنّه لما ساهمهم ، أي قارع أهل السفينة حين ذهب مغاضبا على قومه و ركب في السفينة ، فوقفت فقالوا ، « هاهنا عبد آبق من سيّده » - و فيما يزعم البحّارون أنّ السفينة إذا كان فيها آبق ، لم تجر - أدخل نفسه فيهم ، أي في أهل السفينة ، فقال ، « اقترعوا » . فخرجت القرعة عليه . فقال ، « أنا الآبق » ، و أوقع نفسه في الماء ، فالتقمه الحوت . فعمت الرحمة جميعهم ببركة إدخاله نفسه فيهم عند تلك المساهمة ، فانّ الحوت سار مع السفينة رافعا رأسه ، يتنفّس فيه يونس و يسبّح ، و لم يفارقهم حتّى انتهوا إلى البرّ . فلفظه سالما ، لم يتغيّر منه شيء . فلمّا شاهدوا ذلك ، أدركتهم الرحمة ، و أسلموا . قال صاحب الفكوك قدّس سرّه ، « لمّا كانت النفوس في الأصل منبعثة عن الأرواح العالية الكلية المسمّاة عند الحكماء ب « العقول » ، و كان للنفوس الانسانية شبه قوى بتلك الأرواح من وجوه شتّى - من جملتها البساطة و دوام البقاء - ظنّت أنّ تعلَّقها بالأجسام من حيث التدبير و التحكَّم لا يكسبها تقييدا و تعشّقا و أنّها متى شاءت ، أعرضت عن التدبير بصفة الاستغناء ، و كانت
242
نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي جلد : 1 صفحه : 242