نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي جلد : 1 صفحه : 191
و معهم أو ممّن أحبّهم و اتّبعهم . و لمّا كانت الرحمة المشار إليها آنفا نوعين - رحمة ذاتية مطلقة امتنانية ، هي التي * ( وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ . و من هذه الرحمة كل عطاء يقع لا عن سؤال أو حاجة و لا لسابقة حق أو استحقاق لوصف ثابت للمعطي له أو حال مرضى يكون عليه ، كالدرجات و الخيرات الحاصلة في الجنّة لقوم بالسرّ المسمّى في الجمهور « عناية » ، لا لعمل عملوه أو خير قدّموه كما ورد أنّه يبقى في الجنّة مواضع خالية يملأها الله بخلق يخلقهم لم يعملوا خيرا قطَّ ، إمضاء لسابق حكمه و قوله ، « لكل واحدة منكما ملؤها » . و متعلَّق طمع إبليس هذه الرحمة الامتنانية التي لا تتوقّف على شرط و قيد . [ 170 ] و الرحمة الأخرى هي الرحمة الفائضة عن الرحمة الذاتية و المنفصلة عنها بالقيود التي من جملتها الكتابة المشار إليها بقوله ، « كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِه الرَّحْمَةَ » ، و بقوله ، « فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ » ، فهي مقيّدة موجبة بشروط من أعمال و أحوال و غيرهما . - أراد الشيخ رضى الله عنه أن يشير إليهما ، فقال ، و من الناس من نال الرحمة و أصابها من عين المنة و محض الفضل من غير سابقة فعل يوجبها أو صدور عمل يجلبها ، بل بها يحصل القدرة على كل الأفعال و التمكَّن من جميع الأعمال . و منهم ، أي من الناس ، من نالها ، أي الرحمة ، من حيث الوجوب ، أي من جهة وجوبها على الله بإيجابه إيّاها على نفسه في مقابلة أعماله التي كلَّفه بها مجازاة له و عوضا عن عمله و لكنّ ذلك على سبيل الامتنان : فانّ العبد يجب عليه طاعة سيّده و الإتيان بأوامره . فإذا أوجب على نفسه شيئا في مقابلة أعماله ، يكون ذلك رحمة و امتنانا منه عليه . و إلى ذلك أشار رضى الله عنه بقوله ،
191
نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي جلد : 1 صفحه : 191