نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي جلد : 1 صفحه : 180
إسم الكتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص ( عدد الصفحات : 413)
عبّر الصورة المرئية به بذلك النور التامّ العلمي ، فهو صاحب النور الأتمّ . و نوره أتمّ الأنوار لأنّه يتميّز به ما هو في غاية الالتباس و نهاية الاشتباه . و إنّما قلنا ، « إنّ الصورة الواحدة تظهر بمعان [1] كثيرة » ، فان الشخص الواحد من جماعة قد يرى في النوم أنّه يؤذن ، فيحج في عالم الحسّ . و شخص آخر منهم يرى فيه أنّه يؤذن ، فيسرق في الحسّ . أمّا الحجّ ، فمن قوله تعالى ، « وَأَذِّنْ في النَّاسِ بِالْحَجِّ » . و أمّا السرقة ، فمن قوله تعالى ، « ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ » . و صورة الأذان واحدة ، لكنّ التعبير مختلف ، لاختلاف الرائين . و كذلك شخص آخر يرى فيه أنّه يؤذن ، فيدعو الى الله على بصيرة . و شخص آخر يرى أنّه يؤذن ، فيدعو الى الضلالة . و ذلك لاشتراك الأذان مع هاتين الدعوتين في مطلق الدعوة إلى أمر ما . و إنّما اختلف المدعوّ إليه لاختلاف الرائي . اعلم أنّ كلّ ما يظهر في الحسّ هو مثل ما يظهر في النوم و الناس غافلون عن إدراك الحقائق و معانيها التي تشتمل الصور الظاهرة عليها ، كما قال صلَّى الله عليه و سلَّم ، « الناس نيام ، فإذا ماتوا ، انتبهوا » . و كما يعرف العارف بالتعبير المراد من الصور المرئية في النوم ، كذلك يعرف العارف بالحقائق المراد من الصور الظاهرة في الحسّ فيعبر عنها إلى ما هو المقصود منها . فالعارف إذا شاهد صورة في الحسّ أو سمع كلاما ، أو وقع في قلبه معنى من المعاني ، يستدلّ منها على مبادئها و يعلم مراد الله من ذلك . و من هذا المقام ما يقال ، « إنّ كلّ ما يحدث في العالم رسل من الله تعالى إلى العبد ، يبلَّغون رسالات ربّهم يعرفها من يعرفها ، و يعرض عنها من يجهلها » . قال تعالى ، « وَكَأَيِّنْ من آيَةٍ في السَّماواتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ » ، لعدم انتباههم و دوام غفلتهم . و لا يعرف هذا المقام الَّا من يكاشف جميع المقامات العلوية و السفلية ، فيرى الأمر النازل من الحضرة إلى العرش و الكرسي و السموات و الأرض و يشاهد في كل مقام صورته . قال رضى الله عنه ، < شعر > إنّما الكون خيال و هو حقّ في الحقيقة < / شعر >