responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي    جلد : 1  صفحه : 152


صغيرة و لا كبيرة إلَّا أحصيها بعينه ، فكان عينها ، و لم يتعيّن في عين على التعيين .
فلم يتحدّد به حد مخصوص على التخصيص و التمييز فلم يدركه حدّ ، و لم يبلغه حصر . و إن كان محدودا بكل حد ، فانّه غير محصور في ذلك . فافهم ، إن شاء الله العزيز .
و هذه ، أي كون الحق سمع العبد و بصره و عمومه سائر قواه و جوارحه ، نتيجة حب النوافل و قربها في السير المحبّى و تقدّم السلوك على الجذبة و سبق الفناء على البقاء ، حيث يتجلَّى الحقّ بالاسم « الباطن » و يكون آلة لادراك العبد المتجلَّى له .
و أما حب الفرائض و قربها ، أي نتيجتهما في السير المحبوبى و تأخّر السلوك عن الجذبة و تقدّم البقاء الأصلي على الفناء ، حيث يتجلَّى الحقّ سبحانه بالاسم « الظاهر » ، و يكون العبد المتجلَّى له آلة لادراك الحق المتجلَّى ، فهو أن يسمع الحق بك على أن يكون المدرك هو الحق سبحانه ، و أنت آلة لإدراكه ، و يبصر بك كذلك . و أمّا حبّ النوافل ، فهو ، أي نتيجته ، أن تسمع به و تبصر به على أن يكون الحقّ سبحانه آلة لادراكك على عكس قرب الفرائض .
اعلم أنّ الوجود الحق هو الأصل الواجب و هو الفرض و وجود العالم - و هو العبد - نفل و فرع عليه . فإذا ظهر الحق ، خفى فيه العبد . فكان العبد سمع الحق و بصره و سائر قواه و جوارحه ، كما قال صلَّى الله عليه و سلَّم ، « إنّ الله قال على لسان عبده ، « سمع الله لمن حمده » » . « هذه يد الله » ، و اليد يد محمّد صلَّى الله عليه و سلَّم . و كذلك هو الرامي حقيقة في « إِذْ رَمَيْتَ » . فيده يد الحق . و هو الرامي لنفيه الرمي عن محمّد صلَّى الله عليه و سلَّم في قوله ، « وَما رَمَيْتَ » ، و إثباته الرمي للحق سبحانه بقوله ، « وَلكِنَّ الله رَمى » . هذا قرب الفرائض .
و أمّا قرب النوافل ، فهو كون الحق سبحانه محمولا في إنّيّة العبد ، مستورا باطنا فيه . فهو سمع العبد و بصره و لسانه و سائر قواه .
حال از دو امر خالى نيست : يا حق ظاهر است ، و خلق باطن يا خلق ظاهر است ، و حق باطن . اگر تجلَّى اسم « الظاهر » را بود ، خلق

152

نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست