نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 276
تشبه الجبل ، فنظر الملك إلى ضوء النار تبدو في ناحية المزبلة . فقال للوزير : ان لهذه لقصة ، فأنزل بنا نمشي حتى ندنو منها ، فنعلم خبرها . ففعلا ذلك . فلما انتهيا إلى مخرج الضوء وجدا نقبا شبيها بالغار ، وفيه مسكين من المساكين . ثم نظرا في الغار من حيث لا يراهما الرجل ، فإذا الرجل مشوه الخلق ، عليه ثياب خلقان من خلقان المزبلة ، متكئ على متكاء قد هيأه من الزبل ، وبين يديه إبريق فخار فيه شراب وفي يده طنبور يضرب بيده . وامرأته في مثل خلقه ولباسه قائمة بين يديه تسقيه إذا استسقى منها ، وترقص له إذا ضرب ، وتحييه بتحية الملوك كلما شرب . وهو يسميها سيدة النساء ، وهما يصفان أنفسهما بالحسن والجمال ، وبينهما من السرور والضحك والطرب مالا يوصف . فقام الملك على رجليه مليا ، والوزير ينظر كذلك ، ويتعجبان من لذتهما واعجابهما بما هما فيه . ثم انصرف الملك والوزير . فقال الملك : ما أعلمني وإياك أصابنا الدهر من اللذة والسرور والفرح مثل ما أصاب هذين الليلة ، مع اني أظنهما يصنعان كل ليلة مثل هذا . فاغتنم الوزير ذلك منه ، ووجده فرصة ، فقال له : أخاف - أيها الملك - أن تكون دنيانا هذه من الغرور ، ويكون ملكك وما نحن فيه من البهجة والسرور في أعين من يعرف الملكوت الدائم مثل هذه المزبلة ، ومثل هذين الشخصين اللذين رأيناهما ، وتكون مساكننا وما شيدنا منها عند من يرجو مساكن السعادة وثواب الآخرة مثل هذا الغار في أعيننا ، وتكون أجسادنا عند من يعرف الطهارة والنضارة والحسن والصحة مثل جسد هذه المشوه الخلق في أعيننا ، ويكون تعجبهم عن إعجابنا بما نحن فيه كتعجبنا من اعجاب هذين الشخصين بما هما فيه . قال الملك : وهل تعرف لهذه الصفة أهلا ؟ قال الوزير : نعم .
276
نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 276